في معترك الاحداث المتلاحقة على البلد وفي خضم المشاكل المختلفة التي يعاني منها المجتمع، ولانشغال الناس باخبار ضربة العراق، ودخول المفتشين الدوليين فيها وتجهيز الجيش الاميركي بالعدد والعتاد، ولكثرة الصراعات بين اعضاء مجلس الامة والحكومة واعضاء مجلس الامة فيما بينهم، لكل تلك الاسباب مجتمعة ترك المجتمع وتركت الرقابة عليه وعلى مقترفي الجرائم فتمادوا في اساءة الابد,, فانتشرت الجرائم في الكويت بمعدلات غير طبيعية تنذر بخطر داهم لو تركت دون اكتراث. ولعل من المؤشرات الخطيرة على تفشي الجرائم بصورة غير طبيعية في البلد تلك الارقام في الدراسة التي قام بها المحامي العنزي والتي نشرت "الرأي العام" يوم الاحد الماضي موجزا عنها، فلقد اكدت الدراسة ان عدد الجرائم الجنسية الواقعة خلال سبعة اشهر من سنة 2002 بلغت 2671 جريمة، هذا الرقم يعني ان هناك 382 جريمة جنسية تقع في الشهر الواحد في المتوسط اي 13 جريمة جنسية، في اليوم او جريمة كل ساعتين تقريبا, هذه الارقام المروعة تدل دلالة قاطعة على ان الامن في البلد بدأ ينحو منحى خطيرا جدا يحتاج من الجميع وقفة جادة لمعرفة اسباب تفشي هذه الجرائم الخطيرة لقطع دابرها، وفي واقع الامر لا نحتاج الى شواهد لاثبات حالات تردي الامن، فالصحف ملأى بانواع الجرائم والتي تدل دلالة قاطعة على ان الامر اصبح لا يطاق ولا يحتمل، وحقيقة لا ندري ما السبب الذي يجعل الحكومة او اعضاء مجلس الامة يهملون القضية الامنية الى هذه الدرجة مع ان الجرائم بدأت تنخر في المجتمع. ولعل جميع من عاش حقبة الستينات والسبعينات يذكر اننا كنا نعجب اذا نشرت الصحف خبر جريمة حصلت في الكويت حيث لم تكن الجرائم انذاك شيئا مألوفا في البلد، اما اليوم فالحال بالعكس تماما حيث نعجب ان لم تكن هناك اخبار في الصحف عن جرائم عديدة ارتكبت حيث ان حدوثها اصبح هو الشيء المألوف. اننا نعتقد ان المجتمع بحاجة الى حملة توعية تشمل جميع قطاعاته من مواطنين ووافدين ليشارك الجميع في حفظ الامن ومتابعته، وقد تكون تجربة الولاياتالمتحدة في مشروع مراقبة الجوار "neighbor watch" هي من التجارب المفيدة عند تطبيقها في الكويت، حيث قللت كثيرا من نسبة الجرائم في المدن الاميركية, انها لمأساة حقا ان يترك مجتمعنا يعاني من هذا الحجم الكبير من الجرائم دون ان يحرك المسؤولون ساكنا للحد منها، بل ان السكوت وغض الطرف والنظر وانتشار المحسوبيات شجع المجرمين على ارتكاب جرائمهم بصورة بشعة، نرجو من المخلصين من ابناء هذا البلد ان يقفوا وقفة جادة حيال هذا الامر حفاظا على البلد واهله وسوف يعينهم المولى على ذلك فهو المعين. الراي العام الكويتية