ها نحن نعود مرة أخرى إلى حمى انتخابات المجالس البلدية، ولكن لن تكون مثل النسخة الأولى حيث كان ضجيجها حينذاك يصم الآذان، وليلها يملأ البطون ويزعج القلوب ويؤرقها، حتى انتهت إلى ما انتهت إليه لم ينجز شيء ذكر. بعد سبع سنوات من التجربة الانتخابية، لن تحظى الانتخابات هذا العام بما حظيت به التجربة الأولى من اهتمام، وهنا يكمن السر في أن الأداء السابق لم يكن بذلك الذي كان يطمح إليه المواطنون أو حتى المرشحون أنفسهم، حيث واجهوا أرضا سبخة لا تصلح للزراعة والاستثمار بل عبارة عن بيئة مفخخة مليئة بالتنافس غير الإيجابي. إن فشل تجربة الانتخابات البلدية لا يختلف كثيرا عن فشل تجربة الانتخابات الرياضية سواء فيما يتعلق بالاتحادات الرياضية أو حتى الأندية الرياضية التي كان آخرها تجربة نادي الوحدة وكذلك تجربة نادي القادسية من وجهة نظر العديد من النقاد والكتاب وإداريي الأندية الرياضية. خصوصا فيما يتعلق باختيار الرئيس، وكشف الحساب وإبراء الذمة. الخلل ليس في الأعضاء الذين لا يدركون دورهم أو الذين ترشحوا للوجاهة، أو الأنظمة والصلاحيات المبتورة، وإنما في آلية وطريقة إدارة العمل وكذلك الأنظمة واللوائح التي تسمح لرئيس النادي ورئيس البلدية أن يتصرف كقيصر ما يحدث في الانتخابات البلدية والأندية الرياضية لا علاقة له بعدم قبول نتائج صناديق الاقتراع، وإنما يعود إلى السلبيات التي تصاحب الانتخابات و(التجاوزات) والأخطاء التي تحدث والمخالفات التي يسجلها المرشحون، وحتى الناخبون، التي تحدث بسبب (اللائحة) وكذلك بعض التجاوزات من بعض المسؤولين من حيث دعم بعض المرشحين عن غيرهم نكاية بالآخرين، بالمقارنة مع ما تطلبه المجالس البلدية من صلاحيات وميزانيات كافية كي تتمكن من أداء مهامها، ومسئولياتها، إضافة إلى طلب الاستقلالية المالية والإدارية، كثير من تلك المطالب السابقة منحت لإدارات الاتحادات والأندية الرياضية ولكنها لم تحقق إنجازات تذكر، وجميع القراء يعرفون تلك التجاوزات والإخفاقات، فالخلل ليس في الأعضاء الذين لا يدركون دورهم أو الذين ترشحوا للوجاهة، أو الأنظمة والصلاحيات المبتورة، وإنما في آلية وطريقة إدارة العمل وكذلك الأنظمة واللوائح التي تسمح لرئيس النادي ورئيس البلدية أن يتصرف كقيصر. www.facbook.com\profaziz93