نواصل اليوم حديثنا عن الخصخصة وفي هذه العجالة نستضيف د. عبدالإله بن معيد ليتحدث عن الجانب الاجتماعي في موضوع الخصخصة. @ عندما تتحول الأندية الى أملاك خاصة فما مدى تأثيرها على الجمهور وانتمائه وكذلك المجتمع الرياضي؟ من خلال استقراء تاريخ الأندية فالمجتمع منتم له واعتقد انه مع الخصخصة لو ضربنا مثالا او فكرة ان نغير اسم النادي فمثلا لو غيرنا اسم الهلال او النصر فهل سيظل مشجعو الهلال أنفسهم؟ فعندما نغير الاسماء هل سننتمي للاسم او الكيان الذي تم تأسيسه منذ سنوات طويلة بينما الاسم الجديد للتو تغير وهنا سيتضح الفارق. اسم النادي لو تغير هو (رمز) يدل على اتجاه الناس نحو ظاهرة كروية معينة وفي أثناء الخصخصة لابد من عمل بعض التغييرات التي تساهم في بقاء المشجعين مع انديتهم ولا تضر المشجع او النادي حتى تتم استفادة النادي من مشجعيه سواء بالدعم المعنوي او المادي مع حدوث الخصخصة خلال الفترة القادمة. ومن الصعب التنبؤ حول مدى تأثير الخصخصة على الجمهور او المجتمع وباستقراء التاريخ للدول التي سبقتنا في هذا المجال كالحماس الموجود في مانشستر يونايتد وليفربول علما بأن هذا الحماس لدى المشجع لا يجبره على ان يكون مساهما وهو ليس مساهما بالفعل في النادي وربما لا يكون هذا المشجع من منطقة النادي فمسألة الولاء الاقليمي والاعجاب بالنادي تكون من الصفر ويتأثر بها الكثير من الجمهور. وفي بداية تطبيق الخصخصة أتوقع ان يحدث كثير من التغييرات فيما يتعلق بحال الجمهور مع ناديه والجماهير لكي تذهب للتشجيع تنقسم الى فئات. الفئة الأولى: ستذهب للمعلب وستجلس في المدرجات للتشجيع وستمسك الطبول والمزامير وستصفق في مجموعة وهذه سيظل ولاؤها لفريقها سواء قبل الخصخصة او بعدها فلن يتغير منها أي شيء. أما الفئة الثانية: فهي المشجعون على مستوى الإعلام والكتاب واداريي الأندية وأعضاء الشرف حيث سنلحظ هنا نقطة هامة وجديرة بالوقوف عندها وهي اصطدام المصالح الاقتصادية لهم, حيث سيفكر الكاتب او المشجع او عضو الشرف في مسألة تحويل انتمائه للنادي الذي يرغب في تشجيعه بناء على المصالح المالية. فنلحظ هنا وجود فئة ستنصرف عن تشجيع هذا النادي الى ناد آخر وهذه طبيعة البشر التي تنظر الى نظرية المصلحة, وهذه الفئة غير الفئة الأولى التي سيبقى ولاؤها للنادي او الاسم وستتواجد في المدرجات بفاعلية لتشجيع ومؤازرة الفريق دون النظر لمصلحة معينة. كما حدث مع الفئة الثانية التي تغير حالها بعد الخصخصة وهنا اتضح الفارق بين الفئتين إلا ان الفئة الأكبر والتي ستتواجد على الساحة هي الفئة الأولى, فئة المشجعين, لكنني اريد الكلام والتركيز على الفئة التي جاءت للنادي من أجل المال, ومع كل ذلك ستزول أشياء كثيرة من التعصب الموجود حاليا في نفوس البعض وبرسم آلية معينة من الاندية, فأنا كمساهم يهمني في المقام الأول الفريق الذي يربح حتى اكسب أكبر قدر من الأموال. @ هل من الممكن ان يكون مالك النادي شخصا منتميا له في الأساس؟ الخصخصة لا يوجد فيها شخص منتم للنادي, فهذا التاجر او رجل الأعمال سيصرف فلوسه ويستثمرها دون النظر الى كونه احد الأشخاص الفاعلين سابقا في النادي اولا فبعض التجار قد يشجع الهلال بعد الخصخصة وفي السابق لا يشجع الهلال وهكذا. فالقضية المهمة في الموضوع عندي 22 ناديا أسسها اشخاص معروفون فبعد الخصخصة هل سيدخل اولئك المؤسسون كمساهمين أسوة بالشركات الصغيرة.. فالاتفاق مثلا لديه اشخاص أسسوه من عوائل معروفة, فهل هذه الأسر ستدخل كمساهمة؟ وهل النظام سيعطيها أفضلية المساهمة وهنا نستطيع اعتبار ذلك لمسة وفاء وحب لأشحاص أفنوا اعمارهم في الرياضة ونقول للخصخصة بذلك ألا تمسح تاريخهم في هذا النادي؟ هذا هو السؤال المهم الذي نستخلصه وبقوة في هذا المجال. @ هل ستقضي الخصخصة على التعصب؟ الخصخصة ستقضي على التعصب البسيط, ولكنها ستوجد تعصبا مدبرا والمنافسة بين الشركات والتعصب لن تكون جماهيريا بل تعصب مؤسسات من خلال الدعاية من أجل الفوز والابتعاد عن الاخلاقيات المثلى, وهذا هو التعصب الذي سيبقى بين الأندية من خلال الشركات الراعية لها من أجل التنافس. استاد الملك فهد الدولي