في واحة خضراء وارفة الظلال حطت فراشة الفانيسة ذات الالوان الرائعة وحدثت نفسها بالرضا الذي بدأ يجد طريقه اليها فهي هنا اينما التفتت وجدت زهرة تغذيها برحيقها واخذت تطير من زهرة لاخرى سعيدة بالواحة وبالتحليق فيها وبعالمها الاخضر الجديد. الفراشة راعها جفاف لم تظهر علاماته على الزهور موطن الغذاء. ومازالت رائعة الالوان. مازالت اوراقها الناعمة تناسب رقة اجنحتها.. ولكن الرحيق اختفى. وما الذي حدث؟ اه هاهو يفز امامها ويمد لسانه لاصطياد دودة صغيرة.. علجوم بشع المنظر بزوائده الجلدية الخشنة المحتوية على سوائل سامة يفرزها عندما يزعجه احدهم. ولا عجب فهو ضفدع كسول يظل شهورا طويلة لايغادر مكانه خوفا من البرد حتى انه قد يتخلى عن الطعام مقابل الراحة ولكنه عندما يخرج لايترك حشرة او دودة او عنكبوتا الا وقضى عليه. الآن فقط ادركت الفراشة سر هذه الواحة التي قضى العلجوم البشع على خيراتها وسر الزهور التي جف رحيقها واحجمت عن العطاء. يا الله هذا العلجوم ليس وحيدا انها جماعات منه ما اكثرهم وما اقل خيرهم، تراجعت قليلا ثم رفرفت بجناحيها وهي تحاول من جديد البحث عن زهرات لم تقترب منها العلاجيم رغم خطرها الممتد هنا وهناك. سنبدأ من جديد دائما. ونبحث ونبحث دائما. كثير من الهدوء وقليل من الحكمة و(ربنا افرغ علينا صبرا).