الخيرية سمة من السمات التي يتصف بها ديننا الاسلامي الحنيف من منطلق قوله تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس). ومن هذا المنطلق فالمملكة وهي تطبق شرع الله في جميع امور حياتها لا يشك احد في انها تتخذ هذه السمة ديدنا لها وصفة تعتز وتتشرف بها. واحد روافد الخير الذي ينطلق من هذا البلد المعطاء هو الجمعيات الخيرية التي تضطلع بدور كبير داخل وخارج بلادنا الغالية مما اكسبها مكانة مرموقة ومتميزة في نفس الوقت عن باقي الدول الاخرى. الجمعيات الخيرية قائمة على العمل التطوعي الذي لا يرتجي الانسان من ورائه اجرا من احد فيه وانما احتساب الاجر من عند الله تعالى. وهي تتيح مجالا اوسع وارحب لمحبي الخير على جميع المستويات.. سواء كان عن طريق البذل المادي تحقيقا لقوله تعالى: (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون) سورة البقرة - اية 245. او عن طريق البذل الجسماني: تحقيقا لقوله - صلى الله عليه وسلم - (الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله) متفق عليه. وقوله صلى الله عليه وسلم: (المؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف). او عن طريق تحقيق الجانب المعنوي بين افراد المجتمع، تحقيقا لقوله - صلى الله عليه وسلم - : (من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه) رواه مسلم. والمرأة بصفتها شقيقة الرجل ومطالبة ومسؤولة مثله لها دور كبير في المجتمع.. فمنذ انطلاقة الدعوة الاسلامية والمرأة تمثل مركز الصدارة الاولى في الدعوة الى الخير امثال السيدة خديجة، وعائشة واختها اسماء، وزينب بنت جحش - رضي الله عنهن جميعا- وغيرهن الكثير مما يعجز القلم عن حصرهن وحصر فضائلهن ودورهن الرائع والمتميز على مر العصور.. والشاهد في ذلك ان المرأة كانت ولا تزال منبعا للخير.. وعطاؤها مستمر بلا حدود. والجمعيات الخيرية خير موطن تستطيع المرأة ان تبرز فيه وتبدع، لانها جبلت على حب الخير والعطاء، فنرى الكثير من الجمعيات الخيرية مكتظة بالعديد من النساء المحبات للخير وللعمل التطوعي.. وقد قدمن اعمالا جليلة وخدمات عظيمة تدل على اصالة منبع المرأة في بلادنا الغالية حيث ساهمت بكل ما تملك من وقتها وجهدها ومالها من أجل خدمة دينها ومجتمعها وبنات وطنها الغالي. جوهرة الصقر