تعرضت مناطق ضربها الإعصار هايان المدمر لمزيد من الأمطار الغزيرة امس الثلاثاء، في الوقت الذي تعهدت فيه السلطات بتكثيف الجهود الرامية لإغاثة ملايين الناجين المحتاجين إلى الغذاء والماء. وقال مكتب الأرصاد إن منخفضا جويا استوائيا عبر جنوبالفلبين، مصحوبا برياح بلغت سرعتها القصوى 55 كيلومترا في الساعة. وقال وزير الداخلية الفلبيني مار روكساس إن الأحوال الجوية تسببت في هطول أمطار غزيرة على إقليم ليتي، وهو من بين المناطق الأكثر تضررا من الإعصار هايان أحد أقوى الأعاصير في العالم. وقال روكساس لإذاعة «دي.زد.إم.إم» التي تتخذ من مانيلا مقرا لها إن فرق الإغاثة من الكوارث تكثف جهودها للإسراع في توصيل إمدادات الغذاء والماء وغيرها من الإمدادات إلى ملايين الأشخاص المتضررين. ينتظر الناجون من اعصار هايان الذي خلف اكثر من 10 الاف قتيل بقلق منهكين جياعا وصول المساعدات الثلاثاء، فيما اعلن ان سفنا اميركية وبريطانية ستصل الى وسط الفلبين المدمر وحيث تتخوف الاممالمتحدة من «الاسوأ». فبعد اربعة ايام من مرور احد اعنف الاعاصير التي شهدتها اليابسة مصحوبا برياح عاتية فاقت سرعتها 300 كيلومتر في الساعة وامواج عملاقة بلغ ارتفاعها خمسة امتار، ما زالت هذه الكارثة التي دمرت المنازل واقتلعت الاشجار خصوصا في جزيرتي ليتي وسامار تحصد خرابا وضحايا. وقال جون جينغ مدير العمليات في مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الاممالمتحدة «نتوقع الاسوأ. فكلما فتح العبور الى بعض المواقع نعثر على مزيد من الجثث». وتحدثت الاممالمتحدة عن احتمال مقتل عشرة الاف شخص فقط في تاكلوبان عاصمة اقليم ليتي، احدى اكثر المدن تضررا بالاعصار. وقد تضرر نحو عشرة ملايين شخص، بصورة او بأخرى بالاعصار بينهم 660 الفا فقدوا منازلهم. بعد أربعة ايام من مرور احد اعنف الاعاصير التي شهدتها اليابسة مصحوبا برياح عاتية فاقت سرعتها 300 كيلومتر في الساعة وامواج عملاقة بلغ ارتفاعها خمسة امتار، ما زالت هذه الكارثة التي دمرت المنازل واقتلعت الاشجار خصوصا في جزيرتي ليتي وسامار تحصد خرابا وضحايا. مواجهة الكارثة وأمام هذا الخراب والدمار تواجه السلطات صعوبات في مواجهة الكارثة عاجزة في الوقت الحاضر عن توفير المياه والغذاء والادوية او الملاجئ للعديد من الناجين اليائسين الذين بات بعضهم يسعى للهرب. وقالت كارول مامباس وهي تحتضن طفلها البالغ ثلاث سنوات والمصاب بحرارة مرتفعة، باسى «لم يعد هناك اي شيء هنا. لم يعد لدينا منزل ولا مال ولا اوراق ثبوتية ولا جواز سفر ولا ملفات مدرسية». وما يزيد من المشاهد المريعة الجثث التي ما زالت منتشرة بين الانقاض في تاكلوبان حيث تفوح في الجو روائح نتنة فيما حمل بعض الناجين السلاح لنهب ما بقي من المتاجر والمنازل. حظر تجوال واعلنت الحكومة الفلبينية امس نشر آليات مصفحة وفرض حظر التجوال سعيا لمنع عمليات النهب في مدينة تاكلوبان الاكثر تضررا بالاعصار هايان في وسط البلاد. وأعلن وزير الداخلية مار روكساس عبر الاذاعة «دي زد ام ام» ان اربع آليات مصفحة ارسلت الى المكان حيث ينتشر اصلا مئات الجنود وعناصر الشرطة. وقال «طلبنا منهم ان يجوبوا في المدينة ليظهروا للناس وبخاصة اصحاب النوايا السيئة، ان السلطات عادت»، موضحا انه اقيمت ايضا نقاط تفتيش في المكان للثني عن عمليات النهب. وروت منظمة غير حكومية محلية كيف حاول مسلح بساطور سلب عاملين في المجال الانساني بصدد تسلم شحنة ادوية. واضاف الوزير الفلبيني ان «وجود عناصر الشرطة والجنود وقوات الحكومة سيؤدي بدون ادنى شك الى تحسين الامور لكن ذلك لن يتم بين ليلة وضحاها»، وقال ايضا «انها وسيلة نستخدمها للتقليل من عمليات النهب والتجاوزات. نعلم ان بعض الاشخاص لا يمكنهم العودة الى منازلهم خلال حظر التجوال لان منازلهم جرفتها المياه لكنها اكثر فعالية في مكافحة العصابات التي تتجول بحثا عن اهدافها». مساعدات ووجهت الاممالمتحدة نداء عاجلا امس لجمع الهبات لضحايا الاعصار الذي ضرب جزرا ومناطق ساحلية في الفلبين التي تتوجه اليها سفن عدة لقوات البحرية الاميركية والبريطانية. وينتظر ان تصل رئيسة العمليات الانسانية في الاممالمتحدة فاليري اموس الى عاصمة الارخبيل لاطلاق هذا النداء فيما تخشى المنظمة الدولية سقوط عشرة الاف قتيل فقط في مدينة تاكلوبان الساحلية. وامرت وزارة الدفاع الاميركية حاملة الطائرات جورج واشنطن وسفنا اخرى تابعة للاسطول الاميركي بالتوجه الى الفلبين لمساعدة منكوبي الاعصار هايان. وقال البنتاغون في بيان ان حاملة الطائرات جورج واشنطن «التي تقل خمسة الاف بحار واكثر من ثمانين طائرة والموجودة حاليا في هونغ كونغ» ابحرت في اتجاه الفلبين. ويرافق حاملة الطائرات طرادان هما: يو اس اس انتيتام ويو اس اس كاوبينس، بالاضافة الى مدمرة هي يو اس اس موستن وكلها مجهزة بمروحيات. وسوف تنضم هذه التجهيزات الى مدمرة اخرى هي يو اس اس لاسن وسفينة تموين هي يو اس ان اس تشارلز-درو التي تشق طريقها الى المنطقة. وفي المجموع، تضم هذه التجهيزات 15 مروحية من طراز «أم أتش-60 سيهوكس» بالاضافة الى عدد من الطائرات على الحاملة جورج واشنطن قادرة على القيام بمهمات استطلاع فوق المناطق المنكوبة. وأوضح البنتاغون ان «هذه السفن والمعدات ستقدم مساعدة انسانية ومساعدات تموينية وحاجات طبية دعما للاعمال التي تقوم بها الحكومة والجيش الفلبيني». والاعصار هايان احد اعنف الاعاصير التي ضربت الارض، ضرب وسط الارخبيل الفلبيني مع رياح عاتية فاقت سرعتها 300 كلم في الساعة وامواج عملاقة. ويضرب الفلبين كل سنة نحو عشرين اعصارا او عاصفة مدارية لكن عنف هايان عزز التساؤلات بشأن التغير المناخي. واشار مندوب الفلبين الى المؤتمر الدولي حول المناخ المنعقد في وارسو الى ان سخونة الكوكب هي السبب واعلن انه سيمتنع عن تناول الطعام حتى نهاية الاجتماع في 22 نوفمبر. وقال ناديريف سانو «تضامنا مع مواطني الذين يكافحون من اجل ايجاد الغذاء (...) سابدأ صياما طوعيا من اجل المناخ».