تبدأ اليوم الاحد في القاهرة جولة حوار بين حركتي التحرير الوطنية (فتح) والمقاومة الاسلامية (حماس) في محاولة صعبة للتوصل الى قواسم مشتركة بين القوتين الاكبر على الساحة الفلسطينية، لاسيما فيما يتعلق بوسائل مقاومة الاحتلال الاسرائيلي واحتمالات اندماج الحركة الاسلامية في مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية. وتوجه امس وفد فتح برئاسة عضو اللجنة المركزية للحركة زكريا الاغا عبر معبر رفح الى القاهرة بينما كان ينتظر وصول وفد حماس برئاسة موسى ابو مرزوق عضو المكتب السياسي للحركة. ويشمل جدول اعمال الحوار الذي ترعاه مصر التي بذلت جهود وساطة مكثفة لانعقاده، قضايا متنوعة من وسائل مقاومة الاحتلال وتعزيز الوحدة الوطنية ووحدانية السلطة وسيادة القانون الى قضايا مشاركة حماس في مؤسسات منظمة التحرير وفي الانتخابات المقبلة كما اوضح العقيد سمير مشهراوي احد قياديي فتح في قطاع غزة. وقال المشهرواي الذي منعته السلطات الاسرائيلية من مغادرة غزة لوكالة الصحافة الفرنسية اننا في فتح مستعدون للحوار وجاهزون للنقاش وقد ابلغنا ان الاخوة في حماس لديهم نفس الجاهزية والاستعداد مضيفا: اعتقد ان الجولة الاولى ستستمر يومين او ثلاثة. وتعتبر قضية العمليات الفدائية التي تنفذها حماس في اسرائيل ومسألة انضمام الحركة الاسلامية الى صفوف منظمة التحرير الفلسطينية، العقبة الاصعب في طريق التوصل الى تفاهم بين الحركتين. وقد فشلت محادثات سابقة بين الطرفين في تحقيق اي تقدم في قضية انضمام حماس الى مؤسسات منظمة التحرير بعد ان طالبت الحركة الاسلامية بنسبة 40 بالمائة من مقاعد المنظمة. وفي حين اكد مسؤولو فتح ان حوار القاهرة سيبحث في هاتين المسألتين فان حماس لم ترغب في التحدث عنهما. وقال اسماعيل هنية احد قياديي حماس في قطاع غزة ان كيفية ترتيب البيت الفلسطيني ومقاومة الاحتلال هما العنوانان الرئيسان للحوار. وقال مسؤول مقرب من المفاوضات ان وفد فتح سيطلب وبشكل صريح من حماس وقف العمليات الفدائية في الأراضي المحتلة عام 1948 وكذلك الهجمات بصواريخ القسام المصنعة محليا وقذائف الهاون. وتوقع عماد الفالوجي عضو المجلس التشريعي والمسؤول السابق في حماس ان يكون من الصعب التوصل الى اتفاق بين حماس وفتح. وقال الفالوجي: صحيح ان اللقاء في حد ذاته مهم ولكن يجب ان نعرف انه بالرغم من ان موضوع العمليات الفدائية سيطرح بقوة في هذا اللقاء، فاني لا اعتقد بامكانية تسويته، خصوصا ان حماس لها حساباتها الخاصة واجندتها الخاصة كذلك. وكان الطرفان قد دخلا في مواجهة جديدة اثر اغتيال مسؤول شرطة في غزة على يد احد افراد حماس قبل اكثر من شهر. غير أن تجربة العامين الاخيرين حيث شاركت حماس لاول مرة جنبا الى جنب مع فتح وباقي الفصائل الوطنية في ادارة فعاليات الانتفاضة ضمن اطار ما يعرف بلجنة القوى الوطنية والاسلامية يمكن ان يساهم في دفع الحوار الى الامام.