وصل أمس إلى القاهرة وفدا حركتي «فتح» و «حماس» في اطار جولة جديدة من الحوار الوطني الفلسطيني الذي ترعاه القاهرة بهدف التوصل إلى اتفاق مصالحة ينهي الانقسام ويعيد للشعب الفلسطيني لحمته ويكسر الحصار ويشغّل المعابر لإعادة إعمار غزة. وقال عضو وفد «فتح» في الحوار نبيل شعث إن الحوار سيبدأ بمحادثات ثنائية بين الحركتين وبحضور الراعي المصري لبحث الملفات الخمسة التي ما زالت عالقة، لافتا إلى أن القضية الخلافية في شأن الحكومة كانت عالقة في انتظار عودة كل من رئيس المخابرات المصرية الوزير عمر سليمان من واشنطن، ووزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط من أوروبا، لبحث مخرج مناسب لشكل الحكومة الانتقالية المقبلة. واوضح: «لا توجد أفكار مسبقة، لكن هذا الأمر سيبحث في ضوء التطورات الأخيرة التي حدثت والجهود العربية التي بذلت ومقررات قمة الدوحة»، لافتاً إلى أن الهدف هو التوصل إلى اتفاق يكسر الحصار القاتل على غزة وبدء التعمير واستمرار الدعم المادي. وشدد على ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام، لافتا إلى أن هناك إجراءات يجب أن تتم لاسترداد اللحمة الفلسطينية ليس لها أي دخل بالمجتمع الدولي وليس المطلوب إقحامه في ذلك. لكنه اوضح الحاجة الملحة لأن تحظى حكومة التوافق الوطني بقبول دولي لضمان استمرار تدفق أموال الدعم إلى السلطة الفلسطينية ولتكفل تشغيل المعابر وعبور الأموال لإعادة بناء غزة. ولفت شعث إلى أن هناك فكرة طرحت سيتم بحثها، وهي أن تشكل حكومة تكنوقراط تكون معنية بالأمور الاقتصادية والأشغال، وأن تظل القضايا السياسية من حوار وتفاوض في يد الرئاسة ومنظمة التحرير. وعما إذا كان وفد «فتح» يحمل تفويضا من الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، أجاب: «الامر لا يتعلق بتفويض أو خلافه لأننا على اتصال دائم ومستمر معه في كل القضايا، خصوصا الرئيسية، ومع ذلك نحن نناقش جميع القضايا والحكومة بشكل خاص، وما يهمنا الآن هو عنوان الحكومة، اسمها وبرنامجها، لكننا لم نخض في الأسماء، بمعنى من سيرأس الحكومة والحقائب الوزارية». وذكر شعث أن وفد «فتح» في الحوار الذي يرأسه القيادي أحمد قريع (أبو العلاء) سيضم بالإضافة إليه، عزام الأحمد وزكريا الأغا وسعدي الكرونز ومدير المخابرات ماجد فرج، والقيادي في الأمن الوقائي سمير مشهراوي، مشيرا إلى أن فرج ومشهراوي سيبحثان الملف الأمني. وكان وفد من «حماس» برئاسة نائب رئيس المكتب السياسي للحركة موسى أبو مرزوق وصل إلى القاهرة مساء أمس. ويضم الوفد القيادي محمود الزهار وكلا من أعضاء المكتب السياسي عماد العلمي وعزت الرشق ومحمد نصر ومن الداخل خليل الحية ونزار عوض الله. ورجحت مصادر مصرية مطلعة ل «الحياة» أن يعقد وفدا الحركتين اجتماعاً في ساعة متقدمة من مساء امس.