ذكرت مصادر فلسطينية ل»الحياة» أن عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» مسؤول ملف المصالحة عزام الأحمد فيها «فوجئ» من درجة المرونة التي أبدتها حركة «حماس» خلال الجولة الأخيرة من الحوارات المتعلقة بتشكيل حكومة الكفاءات الوطنية وفقاً لاتفاق المصالحة الأخير «إعلان الشاطئ» في 23 الشهر الماضي، فيما أعلن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، أن حركته تقترب من رأب الصدع بينها وبين منظمة التحرير الفلسطينية. وأضافت المصادر أن الأحمد «فوجئ بدرجة مثيرة للريبة من تساهل قادة حماس ومرونتهم» خلال جلستي الحوار اللتين عقدهما الطرفان في مدينة غزة الثلثاء والأربعاء الأسبوع الماضي. وكان الأحمد، وعضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور زكريا الأغا، والقيادي في الحركة النائب فيصل أبو شهلا، عقدا جلستي حوار مع وفد من قيادة «حماس» ضم أعضاء المكتب السياسي مسؤول ملف المصالحة موسى أبو مرزوق، وعماد العلمي، وخليل الحية. وقالت المصادر ل»الحياة» إن وفد «حماس» اقترح على وفد «فتح» أن يرأس الحكومة رئيس الحكومة الحالي في الضفة الغربية الدكتور رامي الحمد الله. وأضافت أنه تم الاتفاق خلال الجلستين على أن يكون عدد وزراء الحكومة 16 وزيراً، بدلاً من 25، بمن فيهم رئيس الحكومة وفقاً للقانون الأساس (الدستور الموقت). وأوضحت أن الأحمد أبلغ وفد «حماس» أن الرئيس محمود عباس هو من سيقرر من سيرأس الحكومة ووزراءها الستة عشر، وسيتم الإعلان عنها من مقر الرئيس عباس في المقاطعة في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية. وأشارت إلى أن الوفدين ناقشا قائمتي الأسماء التي رشحها كل وفد، واتفقا على قائمة من 46 مرشحاً، على أن يختار الرئيس عباس من بينهم الوزراء المناسبين. ولفتت إلى أن «حماس» تفضل أن يكون وزير الداخلية جنرالاً متقاعداً من قطاع غزة وليس من الضفة الغربية، لكن الأحمد أكد لقادة الحركة أن الكلمة النهائية ستكون للرئيس عباس، الذي من حقه «الإبقاء» على من يريد و «شطب» من لا يريد، الأمر الذي وافقت عليه «حماس». وقالت إن وفد «حماس» تعنت إزاء ترشيح رئيس الحكومة السابق الدكتور سلام فياض، وقالوا للأحمد: «لا نريد مجرد سماع اسمه». وأضافت أن الوفدين اتفقا على أن لا تُعرض الحكومة الجديدة على المجلس التشريعي لنيل الثقة وفقاً للقانون الأساس، والاكتفاء بأن تُقسم اليمين الدستورية أمام الرئيس عباس فقط. يُشار إلى أن الرئيس عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل اتفقا في «إعلان الدوحة» على أن يرأس الأول رئاسة حكومة الكفاءات المستقلة، لكن الحركتين اتفقتا في غزة الشهر الماضي على أن يرأسها شخص آخر غير عباس. وكان من المفترض أن يصل الأحمد إلى غزة أمس حاملاً في جيبه التشكيلة الجديدة لعرضها على حركة «حماس». لكن مصدر المتحدث باسم «فتح» فايز أبو عيطة، نفى ل «الحياة» أن يكون هناك موعد محدد لزيارة الأحمد. وقال أبو عيطة إن الأحمد قد يأتي إلى غزة اليوم أو الأسبوع المقبل، نظراً لأن الرئيس عباس «يجري المزيد من المشاورات حول حصيلة الحوار في شأن الحكومة». وكان خالد مشعل (رويترز) أعلن أن «حماس» تقترب من رأب الصدع بينها وبين منظمة التحرير الفلسطينية. وقال في كلمة ألقاها مساء الثلثاء في مؤتمر في الدوحة بمناسبة الذكرى السنوية للنكبة، إن «حماس» قدمت تضحيات كي يتسنى الوصول إلى المصالحة. لكنه تعهد بأن مقاومة إسرائيل ستستمر. وأضاف: «إن صفحة الانقسام الفلسطيني قد طويت وانتهت على رغم العقبات والتحديات الكبيرة التي تواجهها المصالحة الفلسطينية». وتابع أن التوصل إلى اتفاق المصالحة جاء بعد أن قدمت «حماس» تنازلات وتقاربت من حركة «فتح»، مشيراً إلى أن «حماس على استعداد لتقديم المزيد من التنازلات لكن فقط لصالح الشعب الفلسطيني وليس للاحتلال الإسرائيلي». وقال مشعل إنه يدرك أن تحديات كثيرة تنتظر الفلسطينيين، لكن بإمكانهم التغلب عليها. ورأى أن المصالحة «تفتح خيارات جديدة» لتحقيق الأهداف المشتركة للفلسطينيين. وأكد أن المصالحة لا تعني نهاية المقاومة للمحتلين، فالمقاومة ستستمر ما بقي الاحتلال.