ان الله تعالى فضل هذه الامة بشهر رمضان, فجعله لها شهر النور, حيث انزل فيه القرآن الكريم على رسول البشرية محمد صلى الله عليه وسلم, قال الله العظيم: (شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) والقرآن هو النور الذي تهتدي به الامة اذ هي قرأته حق تلاوته, فأحسنت تجويده وتدبره, واذا هي عملت به وطبقته في جميع ميادين حياتها, فان به الاصول السليمة لعلوم الدين والسياسة والتجارة والصناعة والطب والتاريخ وعلم الاجتماع وسائر العلوم النافعة, وبين اضرار العلوم الباطلة من علوم السحر والدجل واللهو. ولذا على الامة ان تحافظ على هذا القرآن حبا وصيانة وتلاوة وتدبرا وتطبيقا, والعناية بكثرة تلاوته في رمضان آكد منها في غيره, فقد كان السلف الصالح رضي الله عنهم يكثرون منها في رمضان, ومنهم من كان لا يقرأ غير القرآن في رمضان. وجعل الله رمضان لهذه الامة شهر الاجور, لتنويعه العبادة فيه ومضاعفته الاجور, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الفريضة فيه بسبعين فريضة فيما سواه, والنافلة فيه بفريضة فيما سواه) والحرص على الاعمال الصالحة في رمضان سبب في غفران الذنوب, لقول جبريل عليه السلام لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم: يا محمد: (رغم انف من ادرك رمضان فلم يغفر له, قل امين, فقلت امين) وذلك لان رمضان فرصة لمغفرة الذنوب بكثرة الاعمال الصالحة ومضاعفة الاجور فيه والاعمال التي ينبغي على المسلم ان يحافظ عليها في رمضان, هي: 1 الصيام, وهذا افضل الاعمال في رمضان, لانه فرض عين على المسلم المكلف بالصوم. فينبغي على الصائم ان يتفقه في احكام صومه وآدابه, ليصونه عما يبطله, وليحصل على الحكمة من مشروعيته, وهي التقوى: قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون). 2 قيام ليل رمضان باداء صلاة التراويح, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قام رمضان ايمانا واحتسابا, غفر له ما تقدم من ذنبه) والافضل اتمامها مع الامام. 3 قراءة القرآن ومدارسته على شيخ متقن للتلاوة, قالت عائشة رضي الله عنها: (كان رسول الله صلى الله وسلم اجود الناس, وكان اجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن). 4 الصدقة, ومن افضلها تفطير الصائمين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من فطر صائما فله مثل اجره دون ان ينقص من اجره شيئا) وسواء فطره عنده او ارسل اليه ما يفطر به. فينبغي في رمضان البذل بسخاء وطيب نفس على المحتاجين من المسلمين.