في حرب الخليج الثانية تابع الناس الأحداث على الهواء مباشرة ومنذ ذلك الوقت أصبح لنشرة الأخبار مذاقها ومتعتها الخاصة واجتذبت اعدادا جديدة من غير المهتمين بالسياسة والذين يفضلون متابعة مباريات كرة القدم. ولكن التشويق كان أكبر عندما تابع العالم عبر البث المباشر هجمات 11 من سبتمبر من العام الماضي حيث وصلت نشرة الأخبار الى قمة الاثارة كبرنامج يجمع بين كل عوامل التشويق والابهار بالشكل الذي فاق خيال السينما الأمريكية ، فمشاهد مثل اختفاء برج التجارة العالمي على هذا النحو الذي يشبه الخدع السينمائية أو ضرب مبنى البنتاجون لم يتصوره أحد وبنفس الطريقة تابع الناس عبر نشرات الأخبار ضرب أفغانستان وعشرات الأحداث الأخرى مثل الكوارث الطبيعية مثل ثورة البراكين والهزات الأرضية والفيضانات وغيرها الأمر الذي حول نشرة الأخبار في رأى بعض المتخصصين الى برنامج منوعات مليء بالمتعة والاثارة وتحولت نشرة الأخبار من برنامج لا يهتم به الا اناس قليلون لديهم اهتمامات بالسياسة الى برنامج جماهيري واسع الانتشار يرى فيه الناس متعة أكبر من مباريات الكرة والأفلام السينمائية ، ويعزو الخبراء هذا التطور الى التقدم التكنولوجى الهائل في مجال الاتصالات والذي جعل العالم بالفعل قرية صغيرة يستطيع قاطنوها متابعة الأحداث التي تجرى فيها بقدر هائل من المتعة عبر النقل المباشر أو المتابعة . ويقول رئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون المصري حسن حامد أن ذلك التقدم جعل نشرة الأخبار تشبه العروض المثيرة التي تجعل من النشرة أحد البرامج المفضلة لدى الناس الى الحد الذي تتخصص فيه قنوات تليفزيونية تتنافس فيما بينها لاجتذاب وخطف المشاهد وقال انه بعد انفتاح الفضاء انتشرت القنوات الاخبارية التي نجح بعضها في اضفاء طعم الاثارة على النشرة الاخبارية سواء في نقل الخبر أو التعليق عليه من قبل المراسلين واستضافة المحللين بالشكل الذي أبعد النشرة عن الشكل القديم الذي كان يتسم بالتقليد وأضاف ان الاهتمام بعناصر فنية من حيث تقصير زمن قراءة الخبر والاعتماد على الصورة بشكل أساسي خاصة مع تزايد عدد الوكالات المصورة التى تقدم خدمات متنوعة اضافة الى شبكات الأخبار العالمية والاعتماد على المراسلين في النقل الحي للأحداث كل ذلك أصبح له دوراثراء النشرة. من ناحيته يرى محمود سلطان أحد مقدمي الأخبار المصريين ان نشرة الاخبار استطاعت بالفعل ان تجتذب جمهورا جديدا فى ظل الاحداث العالمية الساخنة +والمتلاحقة التي اصبحت اشبه بالدراما وأشار الى أن هناك جوانب فنية باتت تراعيها المحطات الاخبارية الكبيرة مثل التنوع فالنشرة اصبحت اشبه بالمجلة المصورة التي تهتم الى جانب السياسة بأخبار الكوارث الطبيعية وأخبار الموضة والأخبار الطريفة والأحداث الرياضية وغيرها الى جانب أن أداء المقدم بد أ يتسم بالسرعة والذكاء والمصداقية. اما درية شرف الدين رئيسة قطاع الفضائيات فى التليفزيون المصري فترى أن النشرة في المحطات الاخبارية الهامة خرجت بالفعل عن شكلها التقليدي وهو ما جعلها تبدو أكثر حميمية مع الناس العاديين فالمذيع لم يعد يقرأ النشرة بذلك التجهم أو الجدية المفتعلة ولكن ببساطة دونما يفقد مصداقيته. وبرأي سوزان القلليني استاذ الاعلام بجامعة عين شمس فإن السبب في الاهتمام المولى الآن لنشرة الأخبار يعود إلى قربها من واقع الناس أكثر من أي وقت مضى.. واضافت أن الرجل العادي أصبح ملما بمفردات اعلامية جديدة مثل البث المباشر لحدث مفاجئ مثل وقوع حرب أو سقوط طائرة او كارثة طبيعية وأكدت على ضرورة نقل الأخبار من منظور عربي وعد نقلها كما هي من وجهة النظر الغربية.