راجت مصنفات الأخطاء الشائعة بين المهتمين بالسلامة اللغوية رواجا منقطع النظير منذ مطلع الثمانينات من القرن المنصرم الى وقت قريب, وقد ادى انكباب الناس على هذا النوع من الكتب الى اغراء اقلام غير ضالعة في دقائق العربية للدخول في سوق المتاجرة بهذا الجديد المربح, فالمطابع تقذف بعشرات المؤلفات المتضمنة تخطيئا وتصويبا للتعابير المعاصرة وذوو الحاجة والاطلاع في سباق لاقتناء ما استطاعوا من تلك الكتب وكانت نتيجة التفاعل السريع مع مؤلفات الاخطاء الشائعة هي الجنوح الى التسليم بما فيها دون تمحيص او حذر او تشكيك لشيء من شواهدها. ان تداول كتب الاخطاء الشائعة بين عامة الناس ساهم في توسيع دائرة نشر مايسمى وهما بثقافة (تقويم اللسان) المستندة الى قوائم (الخطأ والصواب) وجداول (قل ولاتقل) او ما شاكلهما من اطلاقات. لقد دل عدد من الدراسات العلمية المنهجية المتأخرة على سقوط بعض من حجج المتحمسين الى تخطئة ما غاب عنهم من كلام الناس فمن علم كثيرا عذر كثيرا ومن ضاق به علمه ضعفت حيلته وارتج برهانه. ان من اراد استقامة لنطقه وعصمة لقلمه فعليه ان يتعلم علوم العربية معتمدا على القرآن الكريم ثم هدي المصطفى عليه افضل الصلاة والتسليم وصولا الى موروث العرب شعرا ونثرا ومأثور فصحائهم اما من اراد ان يصبح مفوها لايبارى وكاتبا لايجارى من خلال تصفح عابر لكتب (الخطأ والصواب) فقد خدع نفسه وانصافا لفكرة مؤلفات الاخطاء الشائعة نقول: ان الفائدة كبيرة في قليل منها لمن كان ملما بأطراف من اللغة العربية. اخيرا.. في وطننا العربي الكبير اصبح المهتم باللغة العربية انسانا متخلفا عن ركب الحضارة الغربية المهيمنة التي تستدعي حرصا على تعلم اللغة الانكليزية واتقانها بدلا من اضاعة الوقت في فهم لغة صعبة تحاكي الاطلال والقفار. القبس الكويتية