في جولاتي على مكتبات المستعمل عثرت على كتاب صادر قبل مدة، ولم أره من قبل ولم أسمع به، وهو كتاب بعنوان" كف المخطئ عن الدعوة إلى الشعر النبطي: دراسة تأصيلية على ضوء الكتاب والسنة" من تأليف ذياب بن سعد آل حمدان الغامدي، ويقع في 272صفحة، ونشرته مكتبة دار البيان الحديثة بالطائف عام 1422ه. ومع أهمية الكتاب وموضوعه فإنه للأسف لم يأخذ حقه من الذيوع مثلما اشتهر كتاب مرزوق ابن تنباك " الفصحى ونظرية الفكر العامي" الذي صدر قبله إبان المعركة بين الفصحى والعامية التي دارت رحاها على صفحات الصحف قبل نحو ثلاثين عاماً. والغامدي في هذا الكتاب يذكّر بأهمية الفصحى وخطورة الاهتمام بما يسمّى " الشعر النبطي" أو العامي، وهو الاهتمام الذي يجد حالياً عناية كبرى من الصحف والمجلات والفضائيات والانترنت، مما تشتد معه الحاجة إلى كتاب الغامدي وطرحه المتزن المستند إلى التأصيل الشرعي. وفي الكتاب بيان لمكانة اللغة الفصحى بوصفها الوعاء الحامل للثقافة العربية والإسلامية، وتحذير من التخلي عنها والتخاذل عن نصرتها؛ لأن أعداء الأمة أدركوا بأن اللغة هي الآصرة التي تجمع العرب، وبها كُتب تراثهم، وحين تتخلى أمة عن لغتها فإنها في الوقت ذاته تتنازل عن تراثها ضرورة ويصبح من السهل عليها أن تندمج في أي حضارة وتتأثر بأي ثقافة. وبما أن الكتاب يتحدث عن اللغة العربية وأهميتها، فلقد حاول المؤلف أن تكون لغته عالية سليمة من الخلل، إلا أن الكمال لله عز وجل وقلما يخلو عمل بشري من النقص والخطأ؛ ومن هنا لعلي أنبه على بعض الأخطاء التي تسللت إلى لغة المؤلف بسبب نقص المراجعة، أو بسبب الحرص المبالغ فيه على الضبط بالشكل، ومن ذلك: سوى ثلةٌ (برفع ثلة، والصواب جرها)، والمكاتب (جمعاً لمكتبة، والصواب مكتبات)، ومحاكماً، والصواب (محاكمَ)، وتظافرت، والصواب (تضافرت). ومما يمكن التنبه عليه إشارته إلى أن لحسين سرحان ديوانين،والصواب ثلاثة، ووصف دارة الملك عبدالعزيز ب (إدارة)، والترتيب العشوائي للمراجع ونقص معلوماتها. وبعد، فأقترح أن تقوم الجمعية العلمية السعودية للغة العربية بإعادة طباعة الكتاب نشراً له بين أوساط أعضاء الجمعية وغيرهم من المهتمين باللغة العربية ومستقبلها والأخطار التي تحدق بها. [email protected]