لقد كرمت الشريعة الإسلامية السمحاء النفس البشرية في كل صورها الصاعدة والهابطة, السوية والمعاقة, الصحيحة والفاسدة, الخيرة والشريرة, كما زودتها بالقدرات اللازمة لمساعدتها على مواجهة ما قد يعترضها من معوقات وصعوبات حيث يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة الإسراء (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلنهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا) . كما زودت الشريعة الإسلامية النفس البشرية بالعمل على تجنب أسباب الأذى حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن لجسدك عليك حقا) وقال صلى الله عليه وسلم (اسألوا الله اليقين والمعافاة) فاليقين يدفع عقوبات الآخرة والعافية تدفع معوقات الحياة. فلقد دفعنا الإسلام إلى حمل النفس البشرية على الثقة بالله والتوكل عليه فإذا أخذنا من الحديث بطرف من خلال عجالة سريعة على ما وهبه الإسلام من حقوق وواجبات نجد ما يلي: الأكل عند الحاجة من بيوت الأهل والأقرباء فلقد قال الله تعالى في سورة النور آية 61 (ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج وعلى أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت أمهاتكم أو بيوت إخوانكم أو بيوت أخواتكم أو بيوت أعمامكم أو بيوت عماتكم أو بيوت خالاتكم أو ما ملكتم مفاتحه أو صديقكم ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تعقلون). لقد حثنا الإسلام على إلقاء السلام على المكفوفين وعدم إلقاء السلام عليه يعد خيانة (ترك السلام على الكفيف خيانة) ومن ثم فإن عدم إرشادنا له خيانة وعدم السؤال عنه خيانة وعدم التعاون فيما يحق خيانة. لا يرى الإسلام أن فقدان عضو هو بالضرورة فقدان للوظيفة الاجتماعية بكاملها بل انها نظرة شاملة متكاملة ومتسقة تضع في المقام تأدية المرء لوظائفه ومسئولياته ضمن التصور الإسلامي الكلي لعلاقة الود بخالقه والحياة والآخرين فالإسلام يعين الإعاقة بأبعادها الذاتية والاجتماعية معا. المباديء التي قامت عليهاحقوق المعاقين في الإسلام: حفظ كرامة المعاق لا سيما أنه فئة من خلق الله تعالى أراد أن تكون على هذه الصورة ومن ثم فقد طالب المسلمين ألا يسخر بعضهم من بعض. حق المعاق الكامل في المساواة والعدل والموازنة بين حقوقه وواجباته وفق ما شرع الله سبحانه وتعالى للمسلمين في منهجهم العادل. أن يعمل المعاق في حدود طاقته وإمكانياته سواء كان فاقدا لعضو أو غير ذلك. واجب على الأمة الإسلامية الرعاية والاهتمام بالمعاق والتأكيد على أن قيمة الإنسان تتحدد من خلال ما يتقنه من عمل (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) فالأخذ بالأسباب والآيات دون ندم أو تفريط على إهمال ويكون في ذلك أجر واحتساب. ولعل أسبوع المرور الأخير يدفعنا إلى المطالبة بأن يكون هناك أسبوع مرور للمعاق. محمد كيلاني مدارس شموع الأمل بالدمام