أشرفت شركة بوينج Boeing في مدينة ويتشيتا Wichita بولاية كانساس الأمريكية على الإنتهاء من تعديلات في تصاميم طائرة 747-400 المخصصة للشحن وتجهيزها بسلاح يعمل بالليزر والذي سيكون بمثابة سلاح من أسلحة المستقبل. سيتم نقل الطائرة فيما بعد إلى ولاية كاليفورنيا لتجهيزها بهذه القدرة المتطورة ومن ثم ضمها إلى السلاح الجوي الأمريكي بعد إجراء تجارب كافية عليها للتأكد من فعاليتها. تلقب مدينة ويتشيتا بعاصمة الطيران العالمية Air Capital of the World وذلك بسبب وجود عدد كبير من شركات تصنيع الطائرات بها, مثل سيسنا Cessna, ليرجت Learjet, بييتش Beech, بالإضافة إلى بوينج. يوجد في هذه المدينة المقر الرئيسي للمعهد الوطني لأبحاث الطيران National Institute for Aviation Research التابع لجامعة ويتشيتا ستيت Wichita State University الذي كان وما يزال يلعب دوراً مركزياً في تطوير كل ما يتعلق بالطيران بشكل عام على المستوى العالمي والإقليمي. وقد صرح الكولونيل ألين باوليكوسكي Ellen Pawlikowski وهو مصدر مسئول في سلاح الطيران الأمريكي عند زيارته لبوينج ويتشيتا لحضور مناسبة الانتهاء من بناء الطائرة التجريبية Prototype بأن تكلفة بناء الطائرة التجريبية قد بلغت حتى الآن 1.7 بليون دولار, ومن المتوقع أن تصل تكلفة بناء الطائرة الواحدة من هذا النوع إلى 750 مليون دولار. ويرجح أن تنتهي التجارب التي تجرى عليها لقياس فاعليتها في عام 2005. بدأ العمل على هذا المشروع في عام 1996 وذلك عندما منح سلاح الطيران الأمريكي ما مقداره 1.1 بليون دولار لتطوير سلاح ليزر محمول جواً على متن طائرات جامبو معدلة التصميم, وسيكون بمقدور هذه التقنية التي سوف تطير فوق أرجاء المعمورة وعلى مدار الساعة التصدي للصواريخ ذات الرؤوس النووية العابرة للقارات وضربها جواً بالليزر قبل أن تشكل أي خطورة على الأهداف الأرضية.لقد كانت هذه الفكرة وحتى زمن قريب ضرباً من ضروب الخيال لا يُشاهد إلا في الأفلام السينمائية ذات الطابع الخيالي الواسع مثل الذي يعرف بحرب النجوم Star Wars. أما الآن فما كان يعتبر خيالاً قد أصبح حقيقة وواقعاً ملموساً مثله مثل الكثير من الاختراعات التي دائماً ما نراها حولنا ونُسخِّرها لقضاء حوائجنا.