ركز المؤتمر الدولي الخامس للكيمياء في الصناعة، على بحث التحديات الخاصة بالتخلص من مادة الكبريت في الوقود باستخدام الوسائل المجدية اقتصاديا، والبحث في الطرق الخاصة للاستفادة من هذه المادة في المجالات الصناعية المختلفة . وناقش المؤتمر الذي انعقد في البحرين السبل الاقتصادية الكفيلة بتصريف مادة الكبريت المستخلصة من النفط في مجالات صناعية مختلفة، فيما شهد العديد من المشاركات من قبل الدول الاستهلاكية والدول المنتجة للنفط، بالإضافة الى مشاركة العديد من المعاهد المتخصصة في مجال استخلاص ومعالجة مادة الكبريت . وأشار المهندس عباس الغامدي، من وحدة تكرير النفط في مركز الأبحاث والتطوير في شركة أرامكو السعودية وأحد المشاركين في اللجنة التنظيمية للمؤتمر،إلى إن أرامكو السعودية قد ساهمت في الحلقة التي تعقد لاول مرة لمناقشة التحديات الحالية والمستقبلية التي تواجه العالم بأسره للتخلص من مادة الكبريت في المنتج النفطي، وذلك من خلال تقديمها للبحث الذي أعده مركز الأبحاث والتطوير في الشركة، رغبة منها في ترجمة تطلعاتها على أرض الواقع للمحافظة على النفط ليبقى المصدر الأول عالميا للطاقة النظيفة، ولإيجاد طرق مجدية علميا واقتصاديا لإزالة مادة الكبريت من الوقود باختلاف أنواعه، والبحث عن سبل أخرى لاستخدام مادة الكبريت في صناعات مختلفة تكفل بقاء استخلاص مادة الكبريت من الوقود مجدية اقتصاديا. وأشار الغامدي إلى أن أهمية عقد مثل هذه الحلقة في هذا الوقت تأتي من واقع التحولات التي تعيشها دول العالم الصناعي باتجاه إنتاج وقود نظيف للمحافظة على البيئة وصحة الإنسان، مشيرا إلى أن المنظمات البيئية العالمية كمنظمة حماية البيئة الأمريكية Environmental Protection Agency)) ، قد أصدرت قوانين صارمة من شأنها أن تحد من نسبة مادة الكبريت المتواجدة في الوقود والانبعاثات الناتجة عن احتراقه . وأضاف أن هذه المنظمات قد عملت على إصدار جدول زمني لتطبيق هذه التشريعات من قبل الشركات المنتجة للوقود والتقيد والامتثال به،من خلال وضع الخطط والآليات الملائمة لإدخاله حيز التنفيذ،ومثال ذلك فقد ألزمت منظمة حماية البيئة الأمريكية( EPA) جميع منتجي الوقود في الولاياتالمتحدةالأمريكية العمل على خفض نسبة الكبريت إلى معدل قياسي يصل إلى (10) أجزاء من المليون بحلول عام 2002م. ويؤكد الغامدي على أن مثل هذه التشريعات والقوانين تفرض ضغوطا جديدة وتحديات كبيرة على منتجي الوقود والعاملين في المجال نفسه، لذلك ارتأى المنظمون للمؤتمر أن تعقد مثل هذه الحلقة من النقاش للمساعدة في رسم خطة استراتيجية واضحة وجلية بعد تداول أراء وخبرات العلماء في هذا المجال من اجل الوصول إلى حلول وطرق مجدية في هذه الصناعة . وأشار إلى أن من ابرز المتحدثين الذين شاركوا في هذه الحلقة هو الدكتور جورج أنتوس، مدير أبحاث وتطوير التصنيع التابع للشركة (UOP) العالمية ، والذي يملك أكثر من 150 براءة اختراع مسجلة باسمه في مجال تصنيع النفط، حيث تحدث بإسهاب عن الدور الفاعل الذي تبرزه العمليات الحفزية في إزالة أو تقليل نسبة الكبريت في الوقود، بالإضافة إلى دور هذه العمليات في تحسين بعض خواص الوقود، كالديزل مثلا كنتيجة إيجابية أخرى، كما استعرض أيضا التطور الهائل في المواد الحفزية المستخدمة في معالجة الوقود، وكيف أن مزيدا من الأبحاث في هذا الجانب سيسهم بلا شك في إيجاد حلول جدية ومجدية اقتصاديا في التقيد بالقوانين البيئية ذات الصلة . ويضيف الغامدي بأن الدكتور روبيرت موريس، مدير معهد الكبريت في الولاياتالمتحدةالأمريكية ، قد تحدث عن أسواق الكبريت وتسويقه عالميا وأبرز استخداماته حاليا ، مشيرا إلى أن كمية الكبريت التي ستكون فائضة عن احتياج السوق ستبلغ 6 ملايين طن بحلول 2010م ، وهذا مما لاشك فيه سيؤثر سلبا على أسعار الكبريت عالميا، حيث يبلغ سعر الطن الواحد من مادة الكبريت حاليا ما بين 25-40 دولارا، بينما كانت أسعاره تتجاوز حاجز 150 دولارا في أوائل الثمانينات 1980-1985 م، وذلك بسبب الإنتاج الهائل بعد تطبيق القوانين البيئية الصارمة. وأضاف الغامدي بأن هذه الحلقة قد خلصت إلى ضرورة التكاتف ما بين الهيئات التشريعية والمصنعة للوقود والمستهلكة له من أجل تضافر الجهود لإيجاد حلول ملائمة ومجدية اقتصاديا في سبيل بيئة انظف . كما خلص المؤتمر الى مجموعة من التوصيات تركزت في معظمها على تحقيق شعار " نحو وقود أنظف"، وذلك من خلال الحرص على استقطاب الأفكار الجديدة في مجال التكنولوجيا العالمية، والتركيز على دور اللجنة التنظيمية في مجال تكثيف حملات التوعية وخصوصا لدى القطاعات الصناعية ، بالإضافة الى النتيجة والتوصية الأهم وهي التأكيد على فكرة الإبقاء والمحافظة على البترول كمصدر نظيف ورئيسي للطاقة في العالم .