بأصابعي الرقيقة بدأت أخربش عبارات مؤلمة على جدار الزمن أحاول جاهدة أن أترجم إحساسا يعتمل في صدري, يسير القلم, يرسم جراحا تغلغلت في شرايين قلبي.. كانت الصفحات تبدو لي حمراء كلون الشفق.. لا ربما كلون الدم, فيسير القلم بخط منحن يرسم عينا تتساقط منها الدموع كقطرات المطر لتروي الأرض الجرداء ، لا بل كانت تنهمر كالسيول الجارفة ! ويتابع القلم سيره على صفحات عمري فيخط قلبا مزقته الجراح وقد مر به سهم يقولون عنه : سهم الحب.. هكذا قالت معلمتي حين سحبت الورقة من يدي وصفعتني ووبختني على ما خطته أناملي الصغيرة .. حينئذ انهمرت دموعي وارتجف جسمي من الخوف، لم أدرك ما كانت تدركه, لم أعرف ما كانت ترمز له خربشتي وانهمرت على عقلي الصغير الأسئلة تحيرني.. أي ذنب ارتكبت ؟ أي جرم جنيت ؟ أي حب تتحدث عنه معلمتي؟ أوقفتني ونهرتني ووبختني ، وكلما أردت الدفاع عن نفسي لم أستطع, فقد كانت شفتاي ترتجفان وانعقد لساني فأي عذر يمكن أن تقبله معلمتي .... مازلت بعد مرور السنوات المس خدي من أثر تلك الصفعة ، وما زال وجهها الغاضب ماثلا في مخيلتي ، ومازلت أحاول أن أفهم لماذا عاملتني بتلك القسوة؟!!. معلمتي ليتكِ تعلمين أن ذاك القلب كان قلبي وتلك الدموع كانت دموعي التي انهمرت من قسوة الزمان على طفولتي ، ليتكِ تعلمين أن قلب تلميذتك لم يعرف الحب الذي كنتِ تعاقبينها عليه إلا مؤخرا ليتكِ ترين الآن كم رسمت من قلوب أصابتها السهام حتى قتلتها ومن عيون عذبتها الدموع حتى أحرقتها آه يا معلمتي لقد أوقفت صفعتك نبض قلبي حتى مرت أجمل سنوات عمري وأنا أخاف الحب الذي أرهبتِ قلبي منه. سمو