بين مصر ولبنان تنقل الخبير المثمن (أرمان ارقش طيلة 43 سنة في أهم صالات البيع بالمزادات العلنية وهو العمل الذي ورثه عن والده (فتح الله أرقش) الذي عرف كأهم خبير للمزاد العلني في القرن الماضي خصوصاً في العقود الملكية. وقد ولد ارمان ارقش في مصر من اصل لبناني وقد درس التجارة لفترة قصيرة لينصرف بعدها لمرافقة والده إلى المزادات العلنية وعمره 18 سنة فقط. يقول ارمان: (لم أحب التجارة يوما لانني كنت ارافق والدي منذ صغري إلى عمله كخبير في المزادات العلنية وقد عملت من عام 1954 حتى سنة 1964 ثم عدت بعدها إلى لبنان بينما بقيت اعمل بمفردي في مصر حتى سنة 1968 ثم لحقت به بعد ذلك إلى لبنان. وهناك ذكريات كثيرة احملها عن تلك المرحلة ومنها بيع محتويات الأميرة فايزة سنة 1954. ومجموع الاغراض التي بيعت حينها بلغت 835 قطعة، وقد تهافت المصريون على شرائها ودفعوا ضعف ثمنها الحقيقي وأكثر ومن جملة الأغراض التي كان يضمها قصر الأميرة فايزة سجاد خراساني وقوقازي ولوحات زيتية تعود للقرن التاسع عشر، وثريات وأطباق من الكريستال وأخرى من الفضة، ومن ضمن محتويات القصور الملكية ايضا بيعت لوحات زيتية رائعة للأمير الهامي حسني بآلاف الجنيهات ومن طرائف المزادات العلنية، أذكر أن امرأة وابنتها كانتا تتنافسان على احدى التحف دون أن تدري كل منهما بهوية الأخرى بسبب جلوس الأم في مكان بعيد في آخر الصالة واكتفائها بالإشارة إلي برفع السعر بايماءة بيدها دون ان تتكلم، وما ان رسا المزاد على الأبنة حتى انكشفت الحقيقة وظهرت المفاجأة، ولم يكن بالإمكان التراجع عن المزاد لانه كان قد دون رسميا وفي احيان كثيرة، تكون القطعة لا تستحق ثمنا باهظا، فافاجا بالمبلغ الذي تباع به، وكمثال على ذلك فقد بيعت لوحة ب 9800 دولار بينما لم يكن من المتوقع بيعها بأكثر من 5000 دولار، وأغلى سعر دفع في المزادات التي نظمتها كان في سنة 1980 مقابل غرفة الطعام انجليزية كان ثمنها في ذلك الوقت 60 الف ليرة لبنانية، ولكنها بيعت بسعر مضاعف تماما أي ب 120 الف ليرة، وكان هذا المبلغ يعد ثروة حقيقية منذ عشرين سنة، وهناك تحفة أخرى بيعت قبل ثلاث سنوات ب 30 الف دولار وسجادة كشان ب 22 الفا .وبخصوص الاعتقاد السائد الذي يرى أن أي شخص يمكنه العمل في المزادات العلنية يقول ارمان ارقش: هذه المهنة تتطلب أطلاعا شاملا على كل ما يمت إلى الفنون الجميلة بصلة، وبتاريخ صناعة القطعة ومنشأها وتقديم كل التفسيرات بشأنها للزبائن، وأنا اعتبر الخبير المثمن الوحيد في لبنان كوني حائزاً على دبلوم في هذا المجال سنة 1957 من الحكومة المصرية التي شرعت لهذه المهنة قوانين خاصة.