قتل ستة اشخاص في تبادل اطلاق نار بين عناصر ميليشيا من الهندوس تنتمي الى ما يعرف في الهند بالطبقات العليا وشيوعيين من طبقة المنبوذين في ولاية بيهار (شرق الهند)، وفق ما افادت الشرطة الهندية. ووقعت المواجهات بين ميليشيا رانفير سينا التابعة للطبقات العليا في هذه الولاية واعضاء من المنبوذين في الحزب الماركسي اللينيني الهندي في قرية كورموري على مسافة مئة كلم غرب باتنا عاصمة الولاية. وتعتبر بيهار من اكثر الولاياتالهندية فقرا، ويتسم مجتمعها بتمييز كبير بين مختلف الطبقات. وقال شهود ان عناصر من الميليشيا قتلوا يوم الجمعة شاندو باسي وزوجته سوكوماري ديفي اثناء نومهما، وهما مشردان شيوعيان من المنبوذين.ورد المنبوذون الشيوعيون على ذلك بقتل اربعة من عناصر الميليشيا.واعتقلت الشرطة 15 شخصا ونشرت قوات في القرية لمنع حصول المزيد من الاشتباكات. وتضم طبقة المنبوذين في الهند 250 مليون شخص ولا يعتبر لهم أي حقوق اجتماعية ويتعرضون لأسوأ انواع التفرقة العنصرية رغم انهم يمثلون ربع سكان هذا البلد. ويعتبر اعضاء هذه الطبقة غير طاهرين ومن جنس ادنى ولا تعطى لابنائهم الفرص للدراسة او شغل المناصب في الدولة ويجبرون على ممارسة الأعمال التي يترفع عنها الآخرون وتستباح اعراضهم وحقوقهم وممتلكاتهم رغم معاقبة القانون على ذلك . وتاتي طبقة المنبوذين في اسفل السلم الاجتماعي في الهند يتدرج فيه الكهنة والمقاتلين والتجار والخدام، بحسب نظام يعود الى 2500 عام. وعند حصول الهند على استقلالها، ألغى الدستور الهندي هذا التمييز الذي ينتقل بالوراثة، وتم تجميع المنبوذين في فئة الطبقات المصنفة وحددت لهم حصص في الادارات والجامعات. غير ان الممارسات العنصرية لم تتغير على الصعيد العملي وما زال عشرات ملايين المنبوذين عرضة للرفض والعنف والتهميش، في حين يعتبر اعضاء الطبقات الأخرى من الهندوس انفسهم متفوقين عليهم بالولادة. ويشكل المنبوذون 42% من سكان ولاية بيهار، وغالبا ما يتعرضون لاعمال عنف من قبل ملاكين، ولا سيما خلال فترة الحصاد في تشرين الاول/اكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر، وهي فترة تشهد مشاجرات حول ملكية الاراضي وتسديد اجور العمال الزراعيين.