ينتمي كاثير إلى طبقة «المنبوذين» في الهند، أما زوجته تيلاكام فهي من طبقة أرفع، هما متزوجان منذ 12 عاماً، لا يجمعهما أي قاسم مشترك في الظاهر، فهو مسيحي وزوجته هندوسية، هو فقير وهي من عائلة ميسورة. لكن هذا الزواج المختلط بين الطبقات ما زال يشكل استثناء في الهند حيث قد يؤدي في بعض الأحيان إلى عواقب وخيمة مع العلم أن نسبة الزواج المختلط في البلاد ارتفعت في الأعوام الأخيرة. وتقول تيلاكام في اتصال من ماوري في جنوبالهند: «والدي شخص منفتح جداً، وقد تفهّم خياري وواجه اعتراضات العائلة». تعرّفت إلى زوجها في إحدى المنظمات غير الحكومية حيث كانا يعملان، وأتاحت لهما الساعات التي أمضياها معاً اكتشاف جوانب مشتركة بينهما. وينقسم المجتمع الهندوسي طبقات متوارَثة، أدناها طبقة «المنبوذين» التي تعيش معاناة تاريخية مع هذا التقسيم الطبقي، علماً أن القانون الهندي يحظر التمييز بين الناس على أساس الانتماء الطبقي. وحتى إذا كان الأهل غير معترضين على اختيار أولادهم الزواج من طبقة أخرى، فإن القلق والخوف على اسم العائلة وسمعتها قد يدفعانهم إلى الرفض، كما يقول سرينيفاس غولي الأستاذ في معهد دراسات التنمية في الهند. وقد يتخوف الأهل أيضاً من الارتدادات التي قد يجلبها الزواج من طبقة أخرى، وهي ارتدادات تصل أحياناً إلى القتل. ففي تشرين الأول (اكتوبر) تزوجت شابة هندوسية تدعى ساسيكالا، وهي ابنة طبقة رفيعة، «منبوذاً» يدعى كوتايسامي، في معبد هندوسي في جنوب البلاد من دون موافقة الأهل. بعد ذلك قرر الشابان الهرب خوفاً من أهل الشابة الذين أبلغوا الشرطة باختفاء ابنتهم، فعثرت عليها الشرطة وأعادتها. لكنها بعد أيام ضبطت الأهل وهم يحرقون جثة الابنة بعدما أجبروها على تناول السم، كما أوردت الصحافة الهندية. ويقول ناشطون حقوقيون إن رفض الطبقات زواج بناتها من المنبوذين يعود إلى الخوف من أن يصبح هؤلاء شركاءهم في أراضيهم، وأن يهدد ذلك توازن السلطة وسيطرة الطبقات المتقدّمة على الموارد الاقتصادية.