يطرح لجوء الشركات المصنعة الى عمليات سحب سيارات من الاسواق، نقاشا حول جودة السيارات في ظل تقلص المهل المتاحة لتطويرها وتصنيعها. فقد اعلنت شركة تويوتا اليابانية مؤخرا سحب مئات الآلاف من السيارات والشاحنات الصغيرة في العالم، لتعديل نظام الفرامل. وفي الشهرين الماضيين، قامت شركات (جنرال موتورز وسيتروين وبي.ام.دبليو وفورد وكرايسلر ورينو)، بسحب كميات كبيرة من السيارات بسبب مشاكل متنوعة اكتشفتها اما في المقاعد او المحركات ووسادة الامان والمقود ...واعتبرت مجلة (ستون مليون مستهلك) الفرنسية في دراسة نشرتها في سبتمبر، ان (سحب السيارات يظهر محدودية التحول والتطور الذي تسلكه صناعة السيارات). ورأى معد الدراسة، الصحفي الفرنسي فرانسوا نينان ان المنافسة الشرسة والانتاج الغزير واللجوء اكثر فاكثر الى التعاقد من الباطن تدفع الشركات على طرح نماذج سيارات بتجهيزات افضل في الاسواق في اسرع وقت ممكن. لكنه اضاف ان جميع هذه العناصر تؤدي الى تسويق سيارات لم تجر عليها الاختبارات الكافية. ولا توافق شركات صنع السيارات على هذا التحليل. ففي تصريح لوكالة فرانس برس قال المتحدث باسم (تويوتا فرنسا)، (ان تويوتا تحرص على تجنب ادنى خطر ممكن لذا تقوم بسحب السيارات من السوق حتى لو كان احتمال وقوع المشكلة ضئيلا جدا). لذلك قررت الشركة اليابانية سحب 277 الف سيارة من نوع (ياريس وياريس فرسو) في اوروبا (منها 32 الفا في فرنسا) لتصليح نظام الفرامل الذي يمكن ان (تتدنى فعاليته) في ظروف قصوى. واضاف المتحدث (اكتشفت المشكلة في 15 سيارة تستخدمها اجهزة البريد في فنلندا عندما يفوق ارتفاع الثلوج 10 سنتيمترات على الطرق وتتدنى الحرارة الى ما دون العشرين درجة ولدى تكرار عمليات الاقلاع والتوقف). وتعتبر شركة (رينو) ان عمليات سحب السيارات من السوق تزداد بسبب الضغوط التي تمارسها هيئات حماية المستهلك والتبعات القانونية المتزايدة. واضافت ان عمليات السحب تحظى اليوم بتغطية اعلامية اكبر. وتردد صداها جميع وسائل الاعلام بينما لم تكن تعنى بها قبل سنوات سوى الصحف المتخصصة. ونزولا عند الضغوط الاعلامية، طلبت شركة رينو في يوليو الماضي من وكلائها تقديم صيانة مجانية لمالكي سيارات سينيك ولاغونا واسباس وميغان المجهزة بمحرك ديزل اذا ما طرأت مشكلة ما. واخيرا قررت ان تبلغ بريديا سائقي السيارات ال 500 الف المعنيين في اوروبا بعدما انضوى السائقون في ما يشبه النقابة. وتقوم الشركات بغالبية عمليات السحب على سبيل الوقاية حتى لو لم تقع حوادث. لكن تبرز في عمليات سحب سيارات من الاسواق فضيحتان مدويتان تتعلقان بشركتي فايرستون لصناعة الاطارات (الفرع الاميركي لشركة بريدجستون اليابانية)، وميتسوبيشي. فقد سحبت فايرستون 19.5 مليون اطار تستخدم لسيارات فورد بالدفع الرباعي في العامين 2000 و2001 في اعقاب سلسلة من الحوادث قتل فيها نحو 200 شخص. ومنذ ذلك الحين تتبادل فايرستون وفورد الاتهامات حول مسؤولية تلك الحوادث. وفي العام 2000، اعترفت ميتسوبيشي بانها تكتمت طوال عشرين عاما على 46 الف شكوى على الاقل قدمها زبائن وتتعلق بخلل في بعض الطرازات، حتى لا تتكبد نفقات سحب السيارات من الاسواق. وخسرت الشركة اليابانية استقلالها في اعقاب هذه الفضيحة التي دفعت المساهم الرئيسي فيها هي المجموعة الالمانية-الاميركية دايملر-كرايسلر الى تولي رئاستها بالكامل.