الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هما من الأمور التي أمرنا بها ديننا الحنيف ، وليس بمستغرب أن يضطلع مسلم بهذا الدور ، ونحن كشعراء وشاعرات ، لسنا بأقل من غيرنا حبا للإسلام وغيرةً عليه ، ولا شك أن هناك تناصحا بيننا ، ومن منهجنا القويم نستمد تعاليمنا فعندما يقع شاعر أو شاعرة في خطأ يمس العقيدة الإسلامية ، فلن يكون هناك أقرب إلى نصحه وإرشاده إلا شاعر مثله لقدرته على فهم الأبيات وما تحتويه من معان قد يصعب فهمها على المتلقي العادي .. وهنا يجب أن تكون النوايا صافية وأن يكون المراد وجه الله من هذه النصيحة ، لكي ينال الأجر والثواب ، وتجد نصيحته قبولا ولا يتهم بالحقد أو الحسد أو الغيرة .. وكما أن النصيحة واجبة فتصفية النوايا أيضا واجبة فليس من المستحب التشكيك بنوايا الغير ، وتفسير أقوالهم وأفعالهم حسب هوانا ، فالله سبحانه وتعالى هو المطلع على القلوب والعالم بالنوايا ، وقد يلحق بنا الإثم من هذا التشكيك في نية المسلم واتهامه بأن دافعه دنيوي ! وكذلك ليس من المستحب أن توجه نصيحة علنية لشخص تعرفه أو تنتقده وأنت جلست معه وأكلت وشربت ، فمن حقه عليك أن تواجهه بأخطائه .. وأنت تبرأ منه إذا لم يستجب لنصحك ولكن أن تسكت عن الخطأ حتى يكون هناك بينك وبين هذا الشخص خلاف ثم تجاهر بما فعل وما كنت تراه حسنا يصبح بقدرة قادر عيبا وتجاوزا وخرجوا عن الطريق المستقيم ، فهذه ليست من أخلاق المسلم في شيء . الإطراء الممجوج شيء جميل أن تتلقى عبارات الإطراء على عمل تقدمه فهو يشعرك بمدى نجاحك ، ودافع جيد لتقديم الأفضل وخاصة عندما يكون العمل يستحق الإعجاب والإطراء . ولكن أحيانا يكون الإطراء غير مستحب لما يحمله من مبالغة في ذكر الفضائل وتضخيم العمل ووصفه بما لا يستحق ، فهذه المبالغة تنعكس سلبا على العمل المقدم حيث تلفت النظر إليه فحين يتأمل المتلقي ويجد أن العمل لا يستحق ما قيل فيه يفقد الثقة في الكاتب أو الأديب الذي كال تلك العبارات لعمل جيد نوعا ما ، ورغم تباين الآراء حول أي عمل إلا أنه تبقى هناك أساسيات يتفق عليها الكل وغالبا ما تكشف عبارات الإطراء مدى وعي وثقافة الشخص في قراءة الأعمال الأدبية التي يتحدث عنها .