لم تكن جريدة اليوم مجرد صحيفة يومية لأهالي الأحساء يتم تصفحها مع قهوة الصباح أو بعد وجبة الغداء أو بين العشاءين حين يتناول الأحسائيون رطب أو تمر الخلاص مع القهوة التي تفوح بناً وهيلاً وزعفراناً ويتبعها الشاي المركز الممزوج بماء لقاح النخيل. علاقة الأحساء الأرض والإنسان بجريدة اليوم أكبر من أن توصف في مقال فهي علاقة تاريخية ونفسية واجتماعية توثقت مع مرور الزمن لتصبح ولا تزال الجريدة الأولى التي يحرص على الاطلاع عليها يومياً الأحسائيون في مدنهم وبلداتهم وقراهم وهجرهم حتى أنك لا تجد بيتاً أحسائياً إلا واقتناء وقراءة جريدة اليوم من ضمن برنامجهم اليومي المعتاد حتى أصبحت عادة أساسية للجميع رجالاً ونساءً صغاراً وكباراً ومن مختلف الشرائح والفئات والدرجات العلمية. جريدة اليوم كانت ولا تزال صوتاً غالياً لأهالي الأحساء وقد فتحت - منذ تأسيسها وحتى اللحظة - قلبها وصفحاتها ومحرريها وكتابها ليكتبوا عن الأحساء ولتكون من أبرز أسباب التنمية في واحتنا الجميلة فقد احتضنت الجريدة وطوال تاريخها أفراح أهالي الأحساء وأحزانهم ودعمت مطالبهم ومعاناتهم وكانت من أهم الوسائل لإيصال طموحاتهم وتطلعاتهم للمسئولين في مختلف المجالات والمستويات ، لقد تحملت جريدة اليوم المسئولية الإعلامية كاملة للأحساء هذه البقعة الغالية من وطننا الكبير تحملت المسئولية كونها تصدر من المنطقة الشرقية فكانت على قدر هذه المسئولية قولاً وفعلاً فتابعت وتتابع على مدار الساعة كل ما يهم الأحساء إعلامياً ذلك ما نلحظه من خلال تخصيصها لمساحات واسعة من صفحاتها للأحساء. بادل أهل الأحساء جريدة اليوم الحب بحب أكبر فتكونت ثقة متبادلة وعلاقة وثيقة العرى بين صحيفة اليوم الغراء وبين أهل الأحساء يترجم بعضاً منها حجم اشتراكاتهم وشرائهم وإعلانات شركاتهم ومؤسساتهم بالإضافة إلى إعلاناتهم الشخصية والاجتماعية وغيرها. وهذا مؤشر مادي مهم بلا شك وإلا ما يحمله أهالي الأحساء للجريدة وما يكنونه في صدورهم أمر لا يقدر بثمن ولا يحسب قطعاً بالخطوط البيانية ذات المؤشرات المادية. أتذكر أن علاقتي بجريدة اليوم بدأت منذ الصغر حين كان يكلفني الوالد حفظه الله بشراء الجريدة من البقالة القريبة كان سعر الجريدة آنذاك نصف ريال ( خمسين هللة ) كنت أفرح بهذه المهمة في الصباح الباكر إذ يتبع شراء الجريدة شراء الخبز الطازج الذي يخرج ساخناً من الفرن برائحته الزكية من المخبز القريب فيتبقى بعض الريالات مع العملة المعدنية فتكون فرصة لي لشراء الحلويات والعصائر ، وتبقى الجريدة في المنزل تتناقلها الأيدي ويتصفحها الجميع بكل اهتمام. ومن الذكريات الجميلة لأهالي الأحساء مع جريدة اليوم هو انتظارها من بعد منتصف الليل بجوار مبنى مكتبها القديم في عمارة العامر قرب سوق القيصرية عند إعلان نتائج المرحلتين المتوسطة والثانوية ومن لا يستطع الصبر من الطلاب والأهالي فكانوا يتوجهون بسياراتهم ليلاً إلى الدمام حيث مبنى الجريدة القديم في حي البادية الذي أذكره جيداً وكأنني أراه الآن. جريدة اليوم تمثل الآن أيقونة إعلامية بارزة ومهمة جداً كونها تتصدر إعلامياً المشهد الثقافي والاجتماعي والاقتصادي الأحسائي بكل جودة واقتدار ومسئولية. ولا شك أن هذه المسئولية تجاه هذه الأرض الطيبة ينبغي أن تستمر وتتنامى فالجريدة مقبلة على نهضة تطويرية مذهلة وفي ذات الوقت الأحساء مقبلة على نهضة تنموية مبهرة لتكون من أهم المراكز الاقتصادية والسياحية في الخليج . هذا التناغم الجميل بين الأحساء وجريدة اليوم استشرف له مستقبلاً مديداً ومزهرا ًبإذن الله فجريدة اليوم كريمة والأحساء تستاهل. تويتر @waleed968