من مفاجآت الحصاد المر للموسم السينمائي الصيفي في مصر، تلك الايرادات الضعيفة لافلام نجوم الغناء الجدد، الذين ملأوا الدنيا ضجيجاً طوال العام، واذا بهم في الصيف يختفون في جذب الجمهور ويحققون ادنى ايرادات للافلام التي قاموا ببطولتها وهم بترتيب العرض: المطرب عامر منيب بطل فيلم (سحر العيون) وشعبان عبد الرحيم في فيلم (فلاح في الكونجرس) وأخيراً محمد فؤاد في فيلم (هو فيه ايه) بينما هرب مصطفى قمر من مواجهة الجمهور وقام بتأجيل عرض فيلمه (قلب جريء) الى موسم الشتاء. سألنا المطرب عامر منيب عن اسباب فشل فيلمه، رغم انه عمل مع مخرج على مستوى جيد فخر الدين نجيدة، الى جانب بطولة نسائية لاثنتين من افضل نجمات الجيل وهما حلا شيحة وريهام عبد الغفور فقال: أنا ما زلت لا اعترف بفشل فيلم (سحر العيون) لانه اول تجربة لي في مواجهة كاميرات السينما، كما ان الفيلم نجح في دور العرض بالاحياء الراقية بينما اخفق في دور العرض بالاحياء الشعبية نظراً لنجاح (اللمبي) المدوي، لكن كتجربة اولى الفيلم حقق نجاحاً يرضيني ويحقق جزءا كبيرا من طموحي. ويضيف عامر منيب: هناك اختلاف واضح بين السينما وشرائط الكاسيت، لان السينما عمل جماعي والجمهور يدخل لمشاهدة الفيلم لاسباب كثيرة ليس فقط من اجل البطل، هناك نجمات انت اشرت اليهن ومخرج متميز وكاتب للسيناريو ومستوى انتاج وهي اشياء كلها تساهم في نجاح الفيلم، اما بالنسبة لشريط الكاسيت فهو استفتاء حقيقي حول شعبية المطرب، لان الناس تشتري الشريط من اجل اسم المطرب فقط وهل هي اغانيه جميلة ام لا؟.. لكن في السينما الامر يختلف. @ لكن لا تنسى ان اسطوانات وافلام فريد الاطرش وعبد الحليم حافظ كانت تنجح بنفس المستوى؟ * يقول عامر منيب: ارجوك.. انت تتحدث عن عصر ذهبي للسينما والغناء، وانا اتحدث عن الوضع الحالي، بالتالي هناك فرق كبير بيننا وبين الجيل الماضي، فريد وعبد الحليم كان كل منهما ينافس الاخر كمطرب مشهور وله شعبية، لكني اليوم عندما اقدم فيلماً أنافس (اللمبي) و(فلاح في الكونجرس) بالتالي التنافس غير متكافئ، ولا يحقق الهدف منه وهو تقديم الافضل للجمهور، مقارنتنا بجيل فريد الاطرش وعبد الحليم حافظ تظلمنا كثيراً، لان افلامهم نشاهدها حتى اليوم، ونحن نحاول تقديم شيء مختلف. واذا كانت حجة اختلاف الجمهور في المناطق الراقية والشعبية وراء اخفاق عامر منيب، فماذا عن فشل فيلم شعبان عبد الرحيم، الذي يحظى بشعبية في اوساط الجمهور الذي يذهب الى دور السينما في مصر.. يقول شعبان عبد الرحيم: فيلم (فلاح في الكونجرس) فشل لكني ما زلت على القمة في الغناء الشعبي والجمهور يحبني ويشتري شرائط الكاسيت التي انزل بها الى الاسواق، واقولها بصراحة ان المنتج هو سبب فشل فيلم (فلاح في الكونجرس) لانه لم يقدم حملة دعاية جيدة للفيلم، وهو يعلم انه ينافس (اللمبي) الذي حقق 20 مليون جنيه ايرادات، الى جانب ان محمد سعد في هذا الفيلم يغني ايضاً وبالمناسبة هو يغني بالطريقة التي اغني بها وهذا لا يغضبني لكن لزم التنويه، على العموم لو كان الفيلم نزل في ظروف اخرى لكان كسر الدنيا مثلما حدث مع فيلمي السابق (مواطن ومخبر وحرامي) الذي حقق ايرادات وجوائز في نفس الوقت. @ لكن هذا بسبب ان فيلم (مواطن ومخبر وحرامي) اخراج داود عبد السيد وهو مخرج له شعبية واحترام كبير في اوساط السينمائيين؟ * يجيب شعبان عبد الرحيم: على عيني وراسي.. لكن هذا الفيلم كان من بطولتي وتم عرضه في ظروف افضل بكثير من ظروف عرض (فلاح..)، وعلى فكرة فيلم يفوت ولا حد يموت، وأنا احضر حالياً لفيلم جديد سيحقق بإذن الله نجاحاً كبيراً، وكل هدفي هو ارضاء جمهوري الحبيب واتمنى ان ينسى ما حدث في فيلم (فلاح..) ويقبل على فيلمي القادم ان شاء الله. لكن النقاد لهم رأي اخر في اسباب سقوط افلام المطربين الجدد.. حيث يقول الناقد الفني احمد عبد العال: اعتقد ان ما حدث مع افلام المطربين في هذا الموسم الصيفي يعتبر صفعة قوية للمنتجين قبل أي جهة اخرى، لانهم راهنوا على الحصان الخاسر، فالذي يحقق مبيعات من بيع شرائط الكاسيت ليس بالضرورة أبداً ان ينجح في السينما ايضاً، الى جانب انهم يقومون بالغناء في افلام لا تحتوي على قصة او موضوع بالتالي انصرف الجمهور عن افلامهم، والمؤسف حقاً ان مطرب مقبول مثل محمد فؤاد له شعبية ومحبوب، اتجه لعمل فيلم غريب في بنائه وفي احداثه وهو فيلم (هو فيه ايه) الذي حاول ان يضع كل شيء في سلة واحدة، يتحدث في السياسة ويقدم كوميديا سوداء واحداث فيها من الخيال (الفنتازيا) الكثير، والنتيجة اننا لم نسمع غناء من محمد فؤاد، ولم نضحك مع احمد ادم ولم نفهم الموضوع الذي يطرحه الفيلم وبالفعل الجمهور انصرف ولم يحقق ايرادات تذكر.ويضيف عبد العال: اما بالنسبة لشعبان عبد الرحيم فهو ظاهرة غنائية لكنه ليس ظاهرة سينمائية بدليل فشل فيلمه هذا الصيف، وهذا من فضل الله على جمهور المستمعين والمشاهدين.