بعد ظهور الكثير من الاعراض الجانبية الضارة الناجمة عن طول استخدام المواد الكيمائية في العلاج، سارعت الاوساط العلمية الدولية الى الاعلان عن العودة الى استخدام النباتات الطبية والعطرية في العلاج مرة اخرى.هذا ما اكده الدكتور سمير يحيى الجمال رئيس الجمعية العربية لتاريخ الصيدلة خلال المؤتمر المصري العشريني عن مستقبل العلاج بالنباتات الطبية والعطرية مشيراً في ذلك الى أن العقود الماضية من نهاية الالفية الثانية شهدت تحولاً جذرياً في عمليات التداوي بالعالم المتحضر، الذي بدأ في العودة الى الطبية والاستعانة بالنباتات الطبية والعطرية التي حققت نجاحا في علاج العديد من الامراض المزمنة والمستعصية. وقال الجمال أنه منذ منتصف العقد السابع من الالفية الماضية تم تأسيس جمعية تولي اهتمام للعلاج بالنباتات الطبية بعدما اصابها الاهمال في مصر والوطن العربي منذ سنوات طويلة مما جعل العالم ينسى دور مصر والعالم العربي الحضاري في مجال التداوي بالاعشاب ليتجه العالم انذاك الى اليونان متخذاً منه علم الطب والصيدلة بعدما ظل العرب لحقبة طويلة في الريادة، وهناك من الاعمال التراثية التي تشهد على مؤلفات علماء العرب في استخدام النباتات والاعشاب الطبية في العلاج فعلى مر العصور القديمة كانت هناك البرديات الطبية القديمة مثل بردية ايبرس (القرن 16 ق.م) وبردية كاهون (القرن 20 ق.م) وبردية زويجا (القرن 7 - 8) وغيرها من الاعمال العربية كما في كتاب فردوس الحكمة للطبري، والكتاب للمجوسي وكتاب الحاوي للرازي وكتاب القانون في الطب لابن سينا وكتاب الادوية المفردة للغافقي وكتاب الجامع لمفردات الادوية والاغذية لابن البيطار.. حيث اكدت جميعها على ما في النباتات الطبية والعطرية من كنوز اودعها الله سبحانه وتعالى فيها لصالح الانسانية جمعاء ولتخفيف الام وامراض البشر دون ان يكون ذلك عودة الى البدعة والجهالة والماضي المظلم والخزعبلات البالية، لا سيما ان دول العالم اقامت نهضتها العلمية على استخدام تلك النباتات في العلاج الطبي، بعدما فشل الطب الغربي الحديث في علاجها. واضاف الجمال أن العالم كله الآن اصبح مهتما بالنباتات الطبية والعطرية ويخصص لها عبوات محكمة الغلق وشفافية لمعرفة ما بها وتحوي نشرات مطبوعة ملصقة بها تحدد نوعيتها وكافة النباتات المطلوبة وطريقة الاستعمال والجرعات التي يمكن تناولها فيها بلا اضرار.