هناك مركبات تستخدم في الوصفات الشعبية وكذا في كثير من الأشياء التجميلية لدى عدد من القبائل السعودية. ورغم قدمها فانه حتى الآن لا توجد في الكتب الطبية أي معلومات دقيقة تتضمن المكونات والأضرار الصحية لهذه المركبات كما انه لا توجد برامج صحية تثقيفية لتحذير المجتمع وخاصة ذوي الخطورة (كالمصابين بفقر الدم المنجلي ومرض السكر) بالمخاطر المتعلقة باستخدام هذه المستحضرات الشعبية خاصة ان استخدام الطب الشعبي مستمر في العديد من الدول النامية بما في ذلك المملكة . وقبل خمسة أشهر كتبت مقالا مطولا باللغة الانجليزية للأطباء تم نشره في المجلة الطبية السعودية لشهر ديسمبر 2001م تعرضت فيه لتقييم العلاج والمستحضرات الشعبية المنتشرة في المملكة، وقد ذكرت في هذا البحث انه حسب احصائية مركز السموم في أمريكا فانه لا يقل عن 4% من التسممات التي تحصل هناك تعود الى استخدام الأعشاب. كما انه يوجد في أمريكا الشمالية ما يزيد على 700 نوع من النباتات تعتبر في الأساس من النباتات السامة ومع ذلك هناك أيضا حوالي اربعمائة نوع من النباتات مازالت تستخدم في العلاج الشعبي لأمراض السكري وعلى العموم فهناك حاجة ماسة الى البحث والدراسة لكثير من هذه الأعشاب التي تستخدم في العلاجات الشعبية خاصة ان الكثير من هذه الأعشاب قد تكون ضارة بالصحة. والجدير بالذكر ان الطب الشعبي قديم جدا بدأ مع تكوين الإنسان لكن الباحثين تضاربت آراؤهم في كيفية ظهوره الى العالم فالبعض يرى ان المصريين القدماء من أوائل الشعوب التي اكتشفت هذه الأعشاب والنباتات واستخدمتها كأدوية في العلاج وقد عثر الباحثون على كثير من الوصفات الطبية الشعبية في بردية الجراحة التي يرجع تاريخها الى الدولة الفرعونية القديمة. كما يعتبر الصينيون من أقدم الشعوب التي اهتمت باستخدام الأعشاب في التداوي أما اليونانيون فهم أكثر من عالجوا بالنبات والأعشاب وقد جمع جالينوس كثيرا من العقاقير النباتية خلال رحلاته الكثيرة. وقام بدراستها كما وصف تحضير الكثير منها فهل حان الوقت للجامعات وكليات الصيدلة للقيام بدراسة وافية عن الأعشاب والنباتات التي تستخدم في العلاج الشعبي لإيضاح مركباتها ولتفادي الأخطار المحيطة ببعضها. استاذ طب الأطفال واستشاري أمراض الدم والسرطان