صالون لا يختلف كثيرا عن صالونات التزيين والتجميل في كل الأماكن وحيث تأتي الزبونات المنتظمات أسبوعيا لتسريح شعرهن وقراءة المجلات تحت قبعات التجفيف والثرثرة مع الصديقات. ما عدا أن هذا الصالون ليس مزينا بصور آخر صرعات التسريحات من الحائط إلى الحائط بل أنه مليء بالبوسترات والكتيبات عن سرطان الثدي. وصاحبة الصالون تشجع زبوناتها على فحص أنفسهن كل شهر وإجراء تخطيط ثدي مرة كل سنة. وتقول صاحبة الصالون ماري لويز فانت, التي ماتت خالتها بسرطان الثدي في العام 1988: (شعرت أنه إذا ساعدت في الحؤول دون وفاة امرأة واحدة فقط بسرطان الثدي أكون قد قمت بعمل جليل). صالون سناز - زد هو جزء من برنامج أطلق عليه اسم (الجميلة والثدي) الذي يستغل الأجواء الحميمة في صالونات التجميل لنشر التوعية بالمرض الذي يقتل 40 ألف امرأة في الولاياتالمتحدة سنويا. وتقول فانت أن الاكتشاف المبكر للمرض كان سينقذ حياة خالتها لايلا التي لم تكن قد زارت طبيبا طيلة 15 سنة عندما تم تشخيص إصابتها. وتضيف أن رسالتها هي اليوم أكثر أهمية لأن معظم النساء اللاتي يترددن على صالونها هن من النساء السود. وتقول : (النساء السود شديدات العناية. نحن لا نعتني بأنفسنا لأننا نعتني بكل النساء الأخريات). وتشير كاترين التي أنشأت برنامج (الجميلة والثدي) في كانون الثاني الماضي, إن نسب إصابات سرطان الثدي عند النساء السود أدنى من نسب الإصابات عند البيض, بيد أن نسب وفياتهن أعلى. البرنامج يصل الآن إلى 600 امرأة في أندرسون عن طريق 14 صالونا لتسريح الشعر وثماني صالونات تجميل. وتقول سميث أن فانت عاملة عظيمة من خلال البرنامج فهي تعرف كم هو وخيم المرض, وهي تقيم علاقات جيدة ووثيقة فعلا مع زبوناتها وتهتم بهم حقا, والأمر ظاهر للعيان. فانت تنتقل من امرأة إلى أخرى, تغسل وتقص وتسرح شعرهن وتتحدث معهن عن حالة الطقس وأحوال البلدة, وعن الأطفال, وهي تمتدح امرأة تنظف بشرتها فيما يجلس رضيعها في حضنها, ثم تقول لامرأة أخرى أنه ينبغي عليها إجراء فحص سريري كل سنة, وتستشهد بالاحصاءات التي تتحدث عن إصابات الثدي بين النساء السود. وتعرف فانت المرأة التي تذهب إلى الطبيب, والأهم من ذلك أنها تعرف التي تتقاعس عن الذهاب. شارون دافيس (42 سنة) تتردد على صالون فانت منذ سنوات. شقيقة شارون أخفت مرضها عن عائلتها طيلة عام كامل قبل أن تموت بسرطان الثدي سنة 1988 وتقول شارون لوقابلت شقيقتها فانت لما أخفت مرضها عن العائلة. برنامج (الجميلة والثدي) يمول بمنحة قدرها عشرة آلاف دولار من مؤسسة سوزان كومن لسرطان الثدي. سميث طلبت من المزينين النساءيين في المنطقة التحدث عن سرطان الثدي مع 50 امرأة سنويا , وهي تقول أن (فانت) تكلمت مع 50 امرأة خلال أسبوعين. وتقضي المرحلة الثانية من برنامج (الجميلة والثدي) بحمل النساء على الانضمام إلى تجارب سريرية تقارن بين عقارين قد يحدان من حدوث سرطان الثدي بين النساء. وتشجع فانت زبوناتها على الانضمام إلى البرنامج لكي تتمثل النساء السود في الدراسة. وتقول فانت: (ان العلاقة القائمة بين خبيرة التجميل مع زبوناتها تشيع الأجواء المناسبة. إننا نتحدث عن أي شيء وكل شيء. الموضوع يسهل التكلم عنه).