تعرض سوق عقارات المنطقة الشرقية لركود خلال الشهر الماضي فيما يتعلق بالتداولات على الأسهم والأراضي، حيث أنخفضت التداولات على الأسهم بنسبة كبيرة أدت إلى إرتقاع العرض مقابل الطلب، كما انخفضت نسبة التداولات على الأراضي بنسبة 50 بالمائة خلال الفترة الماضية وارجعت مصادر في السوق هذا الركود الى الحذر والترقب الذي سيطر على السوق خلال الاسابيع الماضية بسبب الاحداث الدولية والاقليمية، مما أدى إلى جعل المستثمرين يفضلون مراقبة السوق من بعيد دون المغامرة بالدخول في صفقات بيع وشراء. وقال حسن محمد القحطاني عضو اللجنة العقارية بالغرفة التجارية الصناعية للمنطقة الشرقية إن هذا الركود أدى إلى إنخفاض في أسعار الاسهم العقارية بالمنطقة تراوح بين 500 و 1500 ريال، كما أدى إلى ركود كبير في تداولات الاراضي خاصة السكنية منها. واضاف أن عمليات الافراغ للأراضي قبل إجازة الصيف كانت تصل إلى 80 عملية يوميا، بينما انخفضت خلال الأسابيع الماضية لتتراوح بين 20 و40 عملية يوميا. وأكد ان السوق شهد خلال الأسبوعين الماضيين حركة جيدة في تداولات الأسهم والاراضي، بعد فترة الركود بسبب ثقة بعض المستثمرين في السوق وكذلك إنخفاض الأرباح في المجالات الإستثمارية الأخرى واكد القحطاني أن الركود الذي شهده سوق الأراضي خلال الأسابيع الماضية تركز على التداولات فقط ولم يؤثر على الأسعار حيث حافظت الأراضي على أسعارها ثابتة وتماسكت أمام الركود، حتى بدأت التداولات تنشط من جديد في هذا المجال، كما بدأت تنشط في مجال الأسهم العقارية في إرتقاع مستمر حتى استعادت معظم الأسهم قيمتها بنهاية الأسبوع الماضي. ويشير محمد بوخمسين إلى أن السوق بقي خلال الفترة الماضية متماسكاً رغم الركود الذي سيطر عليه بسبب الحذر والترقب الذي سيطر على المستثمرين خلال تلك الفترة وكذلك سحب بعض المساهمات على أطراف المدن سيولة كبيرة من السوق. وأضاف بوخمسين ان انخفاص أسعار الأسهم خلال الفترة الماضية يعني تعرض السوق لأزمة هذا الانخفاض لم يتجاوز (1) بالمائة وقد بدأت الأسهم حاليا تستعيد قيمتها الطبيعية. وبرر بو خمسين إصدار مساهمات عقارية وتغطيتها سريعا خلال فترة الركود ورغم الحذر والترقب بأن ذلك يدل على ثقة المستثمرين في سوق المنطقة وكذلك بقاء السوق الأفضل بين المجالات الإقتصادية والإستثمارية الأخرى، حيث مازال يحقق أرباحا جيدة بعكس الأسواق الأخرى التي مازالت حتى الآن لاتحقق أرباحا مرضية لأصحابها. وأضاف أن إنخفاض قيمة الأسهم تم في المساهمات البعيدة، أما المساهمات القريبة والموجودة داخل المدن فما زالت تحتفظ بأسعارها السابقة، أما تداولات الأراضي، فلا تزال تشهد حركة مطمئنة وإن كانت دون الطموح. وتوقع بو خمسين والقحطاني أن يشهد السوق تداولات جيدة ونشاطا أكبر خلال الأسابيع القادمة، بعد أن ظهرت في السوق مؤشرات إيجابية خلال الأسبوع الماضي. من جهتهم أشار مراقبون في السوق إلى أن العديد من حملة الأسهم في بعض المساهمات فضلوا بيعها عندما حققت أسعاراً جيدة مع قرب مزادات تلك المساهمات. وتوقع مراقبون أن يستمر هذا الوضع خلال الشهر القادم مع إستمرار رغبة الملاك في البيع وعدم إنتظار المزادات. ويشير البعض إلى أن معظم المستثمرين يعرفون جيداً خطورة الشراء خلال هذه الفترة، مما أدى إلى وجود فائض في السوق إلا أن هذا الفائض لم يؤثر سلبا على الأسعار لعدم رغبة الملاك في البيع بخسارة أو بفارق كبير عن سعر السوق، كما أن مسؤولي تلك المساهمات يسعون بجدية للمحافظة على الاسعار ثابتة لضمان نجاح مزاداتهم. ويرى البعض أن الخسائر في سوق الأسهم العقارية، بالمنطقة غير واردة، إلا بنسبة ضئيلة جداً، نظراً لوجود فئة قليلة من كبار المستثمرين تتحكم في السوق بشكل كبير وهم فئة متفاهمة إلى حد كبير، ويحرصون على استمرار الصورة الإيجابية عن السوق وعدم تعريضها لأي تشويه، خاصة بعد أن جذبت مستثمرين من خارج المنطقة، ساهموا بشكل كبير في تنشيطها وأضافوا لها قوة كبيرة إنصبت في مصلحة مستثمري المنطقة بشكل أساسي.