كشف ل»اليوم» مصدر نفطي أن الخطوة اليابانية بشراء نفوط خفيفة من الشرق الأوسط بهدف التخزين ضمن الاحتياطات الاستراتيجية تأتي في إطار محاولة اليابان تقليص مصاريف صناعة التكرير. وأكد المصدر أن اليابان لا تعيش حالياً أفضل حالاتها فيما يتعلق بصناعة التكرير، مشيراً إلى أنها شرعت في إغلاق عدد من المصافي، مبينا أن تكرير العربي الخفيف أقل تكلفة، وذلك لاحتواء الزيت الثقيل على كميات كبيرة من الكبريت ويأتي حديث المصدر بعدما أعلنت هيئة النفط والغاز والمعادن اليابانية أنها أنهت تعاقداتها لشراء 1.26 مليون برميل من خام الشرق الأوسط الخفيف للتخزين ضمن الاحتياطيات الاستراتيجية، وقد طرحت الهيئة مناقصة لشراء الخام العربي السعودي الخفيف فائق الجودة بالإضافة إلى خام مربان وخام زاكوم السفلي اللذين تنتجهما أبوظبي، وذلك في إطار جهود حكومية لاستبدال الخام الثقيل بخامات خفيفة. وخفضت السعودية إنتاجها من النفط بنسبة كبيرة بعد أن ظل عند مستويات قياسية بلغت حوالي عشرة ملايين برميل يوميا على مدى ثلاثة أشهر تعويضاً عن انخفاض إنتاج ليبيا، وقال مصدر مطلع في قطاع النفط إن المملكة وهي أكبر مصدر للنفط في العالم خفضت إنتاجها إلى 9.75 مليون برميل يوميا في أكتوبر تشرين الأول من 10.1 مليون برميل يوميا في الشهر السابق. أسواق النفط في ترقب شديد لما سيتأثر به السوق النفطي العالمي من إمدادات النفط الصخري للدول المستفيدة كون الفترة الراهنة ليس فيها أي تخوف من تأثيرات على نمو معدلات الاقتصاد العالمي.وكانت المملكة - أكبر منتج في منظمة أوبك - قد عززت الإنتاج في أغسطس آب إلى 10.19 مليون برميل يومياً. من جانب آخر كشف خبراء مختصون بأسواق النفط عن وجود تأثيرات حقيقية على أسواق النفط العالمية الفترة المقبلة نتيجة ارتفاع معدلات إنتاج النفط الصخري رغم تكلفته العالية مما يؤثر مرحلياً على منظمة اوبك حال انكماش الاقتصاد العالمي. وقال الخبراء خلال حديثهم ل»اليوم» إن الدول العالمية التي تعتمد على النفط الخام اتخذت احتياطات استراتجية لرفع معدلات التخزين وفق خططها الاقتصادية تفادياً لعدم تأثر اقتصادياتها نتيجة تذبذب أسعار النفط وفي مقدمة هذه الدول اليابان حيث أنهت تعاقداتها لشراء 1.3 مليون برميل من نفط الشرق الأوسط للتخزين. وقال رئيس مركز الدراسات البترولية الاستراتيجية الدكتور راشد أبانمي إن تأثيرات النفط الصخري على أسواق النفط العالمية بدت واضحة المعالم ولم تكن بالنسبة المعلنة من قبل منظمة اوبك حيث إن النسبة لم تكن 20 بالمائة وانما اكثر حيث ان امريكا تخطت السعودية وروسيا في انتاجها للنفط الصخري، وذلك بأكثر من مليون برميل يومياً، وعن رفع معدلات اليابان لتخزين النفط أوضح الدكتور ابانمي ان رفع المخزون يعتمد على عدم تأثر اقتصادياتها من تذبذب اسعار النفط الفترة المقبلة وعلى مدى السنوات المقبلة ولابد من ان ترفع معدلات الزيت الخام بشكل كبير.من جانبه أوضح ممثل المملكة في المكتب التنفيذي لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول «أوابك»سابقاً والمستشار النفطي الدكتور خالد العقيل أن المؤشرات السعرية لاسواق النفط الفترة الراهنة لا تنبئ بأي متغيرات سعرية جديدة سوى انه وحال انكماش الاقتصاد العالمي سيضع النفط الصخري الاعلى طلباً بكل الدول المستهلكة للنفط وهذا سيؤثر على منظمة اوبك مرحلياً سواء بالسعر او بخفض معدلات حصص السوق النفطي وعلى المنظمة سرعة دراسة حجم تأثرها بعمق وايضاح كافة الحقائق واشعارها للدول الأعضاء. وقال الدكتور العقيل إن أسواق النفط في ترقب شديد لما سيتأثر به السوق النفطي العالمي من إمدادات النفط الصخري للدول المستفيدة كون الفترة الراهنة ليس فيها أي تخوف من تأثيرات على نمو معدلات الاقتصاد العالمي كونه بحالة تعاف وقد حقق نموا 2.8 بالمائة ولا نجد ما يقلق السوق النفطي ولكن يجب دراسة ما يخطط له المستفيدون من النفط الصخري في تحقيقهم أعلى انتاجية وبيعه بأسواق النفط رغم تكلفة استخراجه الباهظة للدول المنتجة للنفط الصخري مما يؤثر على حصص المنظمة وعلى المنظمة القيام بأبحاثها الخاصة في النفط الصخري بشكل كبير. وتوقعت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بأن تخسر نحو ثمانية بالمائة من حصتها في سوق النفط خلال خمس السنوات المقبلة إذ تعزز طفرة النفط الصخري ومصادر منافسة أخرى إمدادات المعروض من خارج المنظمة وهو ما يضعف استفادة أوبك من زيادة الطلب العالمي، وكانت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) أبطأ من غيرها في الاعتراف بأثر النفط الصخري على إمدادات المعروض.