أثار العراق غضب الولاياتالمتحدة من جديد عندما لم يشر في رسالة بعثها ردا على رسالة للامم المتحدة الى بعض مطالب مفتشي الاسلحة التابعين للامم المتحدة. وفي رسالة وزعت في الاممالمتحدة امس الأول الجمعة اكد عامر السعدي المستشار بديوان الرئاسة العراقية ان بغداد مستعدة لاستقبال فريق من مفتشي الاسلحة التابعين للامم المتحدة في 19 اكتوبر وانها ستمدد تعاونها معهم. ولكن رسالته لم توجه ردا مباشرا للرسالة التي بعثها إليه في الثامن من اكتوبر هانس بليكس رئيس فريق التفتيش ومحمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية. وكان الاثنان قد ذكرا في رسالتهما ما توصلا اليه من نتائج بعد اجتماع مع مسؤولي اسلحة عراقيين على رأسهم السعدي في فيينا في وقت سابق من الشهر الحالي للاعداد لعودة المفتشين لاول مرة منذ ان غادروا البلاد في ديسمبر عام 1998 .وتضمنت رسالة الاممالمتحدة امورا منها حق المفتشين في اجراء مقابلات مع مسؤولين عراقيين أو علماء اضافة إلى احتمال القيام بطلعات لطائرات التجسس يو 2 فوق العراق. لكن السعدي الذي اكد من جديد تعاون العراق مع المفتشين قال: ان العراق يقبل محتويات البيان الصحفي المشترك الصادر في اول اكتوبر بنهاية اجتماع فيينا والتقرير الذي رفعه بليكس الى مجلس الامن في الثالث من اكتوبر. وقالت الولاياتالمتحدة على الفور ان رسالة السعدي مثال اخر على مماطلة العراق. وقال ريتشارد جرينيل المتحدث باسم السفير الامريكي جون نيجروبونت: لم نفاجأ بان العراقيين مرة اخرى يريدون المماطلة والخداع. ولكن سفير العراق لدى الاممالمتحدة محمد الدوري قال ان هذا سوء فهم مضيفا ان الرسالة تعني ان العراق يتعامل مع جميع الاتجاهات بصدق. ومضى يقول ان العراق يسمح بعودة المفتشين ولا يرى اي مشكلة في ذلك. ومن المرجح ان يجرى التعامل مع العديد من القضايا التي اثارها بليكس في رسالته في مشروع قرار جديد بالاممالمتحدة تحث الولاياتالمتحدة على اقراره. ولن تسمح بعودة اي مفتشين الى بغداد قبل اتخاذ القرار. ولكن بالرغم من ان الكونجرس الامريكي منح الرئيس الامريكي جورج بوش تفويضا بمهاجمة العراق الا ان مجلس الامن لم يتفق بعد على قرار وضعت الولاياتالمتحدة مسودته اذ تقول العديد من الدول الاعضاء انه مسودة خطة حرب وليس قرارا لنزع السلاح. وستتاح لكل الدول الاعضاء بالاممالمتحدة ومجموعها 191 دولة الاعراب عن وجهة نظرها فيما يتعلق بالعراق. وسيجري مجلس الامن مناقشات علنية يوم الاربعاء بناء على طلب من جنوب افريقيا التي ترأس حركة عدم الانحياز المؤلفة من 130 عضوا. وتساند الولاياتالمتحدةوبريطانيا اجراء يمنح مفتشي الاسلحة سلطات موسعة وتطالبان باعلان مفصل من العراق عن اسلحته وبالحصول على تفويض لاي دولة عضوة بالاممالمتحدة يسمح لها باتخاذ اجراء عسكري اذا لم تذعن بغداد. وعلى النقيض من ذلك تريد فرنسا قرارين. القرار الاول يسمح لمفتشي الاممالمتحدة بتحديد ما اذا كان العراق يتعاون والقرار الثاني يسمح باستخدام القوة اذا لزم الامر. وتساند روسيا والصين حتى الان فرنسا. وتتمتع الدول الثلاث مع الولاياتالمتحدةوبريطانيا بحق النقض /فيتو/ في مجلس الامن المؤلف من 15 دولة. واتخاذ قرار يتطلب موافقة تسعة اصوات وعدم لجوء اي من الدول الخمس دائمة العضوية لحق النقض /فيتو. وفي تعليق نادر على نقاش مجلس الامن قال كوفي عنان الامين العام للامم المتحدة امس الاول الجمعة ان معظم اعضاء الأممالمتحدة يفضلون اتخاذ قرارين.ومضى يقول امام مجموعة من طلبة معهد التكنولوجيا في ماساتشوستس اعتقد ان الدول الاعضاء تريد نهجا من مرحلتين ألا وهما ارسال المفتشين.. واذا واجهوا مشاكل فليعودوا وسنمرر قرارا ثانيا. ولكن مسؤولين من الاممالمتحدة قالوا ان كوفي عنان لا يعبر عن رأيه وانما عن اراء الدول الاعضاء. واشار بعض المسؤولين بادارة بوش الى ان الولاياتالمتحدة سيتحتم عليها القيام بتنازلات فيما يتعلق بالعديد من اجزاء القرار. ولكن دبلوماسيين قالوا ان البيت الابيض ما زال يعارض بينما تبدي وزارة الخارجية الامريكية مرونة. وقال كولن باول وزير الخارجية الامريكي في الراديو امس الاول الجمعة ان الولاياتالمتحدة لا تسعى في الاممالمتحدة للحصول على تفويض بالحرب. وقال: نسعى في الاممالمتحدة للتوصل إلى طريقة لنزع اسلحة مثل هذا النظام الخطير. من ناحية اخرى اعتبرت الصحف الروسية امس ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يرضخ للبريطانيين والامريكيين الذين يريدون استصدار قرار في الاممالمتحدة حول العراق يتضمن اللجوء التلقائي الى القوة، خلال محادثاته مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير. وكتبت صحيفة "ازفستيا"، احدى الصحف القليلة التي علقت على زيارة بلير التي لم تكن الصحافة الروسية تتوقع نتائج بارزة منها، ان بوتين لم يرضخ لانه يعتبر ان المعلومات القائلة بان العراق يطور اسلحة دمار شامل "ليست موضوعية". من جهتها اعتبرت صحيفة "نوفي ازفستيا" ان زيارة توني بلير لم تتح تحقيق اختراق لم يتمكن الطرفان من الاتفاق على ثمن الدعم الروسي لاستخدام القوة ضد العراق. واضافت "لا الولاياتالمتحدة ولا بريطانيا يمكنهما تقديم ضمانة لروسيا بانها ستحصل على عقود نفطية في العراق في فترة ما بعد (الرئيس العراقي) صدام حسين، لانه من غير المعروف كيف ستكون سياسة النظام الجديد. وابقت روسيا احدى الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي امس الاول الجمعة على معارضتها لاستخدام القوة ضد العراق. واعلن بوتين للمرة الاولى انه منفتح ازاء قرار جديد يجعل عمل المفتشين اكثر فعالية معترفا بوجود "عناصر سلبية" اخلت بمهمتهم السابقة في العراق. فى الوقت نفسه دعت منظمات سلام المانية وأوروبية ومعها أيضا منظمات اسلامية للخروج بمظاهرة كبرى ضد الحرب فى العراق وذلك فى مدينة دوسلدورف / وسط / عاصمة ولاية رينانيا الشمالية.وقالت الشرطة الالمانية انها تتوقع أن يصل الذين سيتظاهرون الى أكثر من 10 الاف شخص اذ انهم سيأتون من جميع المدن الالمانية ومن هولندا وبلجيكا القريبتين من هذه المدينة.