في مدينة صغيرة مثل الخبر،يتمنى الانسان أن تعود عقارب الساعة للخلف حتى وان كان الحاضر جميلا بتطور عمراني وتجاري واقتصادي، وحتى بوجود اجمل مراكز الترفيه والتسوق.. فالذي عاش في الخبر منذ نشأته يعرف كم كانت جميلة بهدوئها، ورائعة بأهلها.. تغيرت الامور الآن واصبحت شوارعها مزعجة وممتلئة بمئات السيارات وآلاف المحلات التي حولت السكينة الى ضوضاء ولكنها محلات متشابهة فأصبح لكل ساكن محل حلاقة وخياطة وبقالة وملحمة وغيرها.. فتغيرت معالم المدينة وبساطتها واندثرت حاراتها واصبح الجار لا يعرف جاره وان عرفه فانه لا يراه.. وان رآه فليس بينهما المحبة والمودة كما كانت في تلك الأيام. هل الزمان تغير ام أن النفوس هي التي تغيرت؟؟ بكل تأكيد كل شيء تغير.. الزمان والنفوس والتفكير والانانية والطبقية فصار جمال المدينة بلا طعم وشهرتها بلا (مازية) فما قيمة المباني والشوارع والمجمعات السكنية والتجارية والناس يتباعدون ماالذي يجنيه المرء من كل هذا التطور العمراني الهائل مادام الناس لم يعودوا كما كانوا؟ اتصور ومثلي الكثيرون ممن عاشوا في هذه المدينة ان دكانا صغيرا في احدى حارات هذه المدينة يتجمع فيه شباب الحارة ابرك الف مرة من اكبر مجمعات المدينة.. والبضاعة المتواضعة التي تعرضها تلك الدكاكين افضل الف مرة من كل ما تعرضه محلات هذا العصر من ماركات اجنبية شهيرة، ليس لأن بضاعة زمان أجود بل لأنها بضاعة فيها بركة وفرحة شرائها لا تعادلها فرحة. كنا لا نعرف الا شارع الملك خالد وهو الشارع الذي كنا نعتقد انه اجمل ما في هذه الدنيا خاصة عندما نقطعه ذهابا وايابا في ليالي رمضان المبارك. بقي الشارع كما هو لكن وجوه البائعين اختلفت والمشترين ايضا ولست أقصد الاشخاص كأشخاص.. فمن الطبيعي ان يتغيروا لكنني اقصد طريقة التعامل والبساطة والاحترام التي كانت تضفي على الشارع هيبة وسحرا وجمالا.. واليوم يعود شارع الملك عبدالعزيز ليصبح (4) شوارع للمرور المحلي والسريع وهو حال هذا الشارع قبل ان ندخل المدرسة وكأن الماضي يعود من جديد وليته يعود.. فعلى الاقل تعود معه القادسية بروحها واهلها ورجالها واطفالها.. فالقادسية اليوم ليست التي نعرفها ولا التي تربينا فيها ولاالتي عملنا حتى الفجر في لجانها.. القادسية اليوم لانعرف منها شيئا الا اسمها بعد ان ماتت العلاقات فيما بيننا وبعد ان تحولت الى اشبه بالمؤسسات الخاصة.. التي لا تعرف ان النادي بيت لكل ابناء القادسية قبل ان يأتي فلان او علان.. نحن لسنا بحاجة الى بطولة او العاب او غيرها اذا كان ثمن ذلك أبوابا مغلقة وعقولا ضيقة ونفوسا مشككة. نريد ان تعود القادسية بيتا للجميع حتى لو ذهبت النتائج للجحيم.. والله المستعان ولكم تحياتي.. [email protected]