يحتاج البعض منا إلى بارقة أمل تنير طرقاته المظلمة التي ربما لا تؤازره فيها إرادة ويبقى تائها لا يعلم أي سبيل يسلك. قبل أيام قليلة فتحت وزارة الخدمة المدنية أبواب القبول لعدد من الوظائف النسائية الشاغرة, وتدافعت الكثيرات نحو مكتب التوظيف, حيث تنتظر الخريجة وظيفة (حظ نصيب) إما بالشمال أو الجنوب؟؟ مع ذلك تداعب مخيلتها أحلام وردية فهي ستمتلك سريعا وظيفة بدخل شهري ثابت يرش بظلاله الشذية سراب كحلم راعي جرة العسل التي كسرها على رأسه وسال العسل فأغرق أحلامه التي لن تتحقق ربما!! ذاك حال خريجة كلية العلوم الزراعية والأغذية قسم الاقتصاد المنزلي (تربوي) فقد تقدمت حاملة الملف العلاقي الأخضر (ما غيره) بخطوة سريعة تسابق نبضات قلبها الشاب . أنه اليوم المنتظر يوم حصاد الثمار الطيبة بعد سنوات السهر والعناء يوم تحمل الآنسة بكالوريوسا لكن المسئولة تصرخ في وجهها: ليس لدينا وظائف شاغرة!! وسط ذهولها وارتجافها تلعثمت.. واشارت المسئولة للمرة الأخرى بيدها نحوها (برة.. برة؟؟ ) تسمرت المسكينة مكانها فبماذا ترد.. تقول.. تلجأ.. هرعت نحو المجهول متسائلة ومتحسرة أجلس بالبيت أم أجلس بالبيت؟!! لقد دفنت أحلام خريجات قسم الاقتصاد بجامعة الملك فيصل فما أن تتخرج الطالبة حتى يصدمها الواقع المعتم. خريجة جامعية تحتاج لدراسة دبلوم إضافي لمدة سنتين وأيضاً لا تعترف بها وزارة الخدمة المدنية إذا لماذا يستمر هذا القسم بالجامعة أن لم تكن له جدوى. لماذا التفرقة بين خريجات اقتصاد منزلي في كلية التربية (الأقسام العلمية) وخريجات جامعة الملك فيصل.. هل هناك فرق؟ واذا كانت الخريجة قد تعلمت لمدة 4 اعوام وطبقت طرق تدريس وتربية فنية وتدريب تعليم الاقتصاد المنزلي في مدارس التعليم العام بالإضافة لتطوير مناهج في رياض الأطفال ( حضانة) وبعد كل هذا العناء. لا يعترف بها وليس هناك أي حل. فالجامعة لم تستعد بتدريب الطالبات في برنامج دراسي للدبلوم لمدة عامين لذا ليس أمام الطالبة إلا خياران أما تدرس داخل المملكة بمدينة الرياض أو جدة أو في الخارج بمملكة البحرين مثلاً؟؟ قدرها ومأساتها أن القسم الذي حلمت به ودرست فيه هوة لردم أحلامها إلى الأبد.. وما شأن تلك التي تصحو باكراً مسافرة من الدمام إلى الهفوف تسابق عيون الفجر في كل يوم مستقلة القطار عاماً بعد عام ثم تغتال أحلامها عند الأصيل. تساؤلات بددت أحلام الاعداد الهائلة من الخريجات ووزارة الخدمة المدنية تغلق أبوابها منذ 5 سنوات في وجه خريجات الاقتصاد (خاصة دفعة 97- 98م) والأبواب الجدارية عالية، فماذا يفعلن ؟ اما أن يسمح للخمس الدفعات السابقة بالتسجيل في الوزارة أو تعيد الجامعة النظر بجدوى هذا القسم، حتى لا تتكرر المأساة المتسلسلة التي تبدو مسلسلاً لا نهاية له.