ناشدت مجموعات من خريجات جامعة تبوك الجهات المعنية بالنظر في وضعهن والعمل على تعيينهن، أسوة بزميلاتهن خريجات معاهد المعلمات اللاتي عولجت أوضاعهن وتقرر تعيينهن على وظائف إدارية. وأكدت الخريجات أنه في الوقت الذي تجاهلت فيه الوزارة طلباتهن، حظيت زميلاتهن من خريجات المعاهد وحاملات البكالوريوس بالاهتمام من قبل الجهات الناظرة، وقلن لم نكن نشعر بمعاناة الخريجات ووضعهن تحت مسمى خريجة مع وقف التنفيذ أو خريجة حبيسة جدران المنزل، أو خريجة تعلق شهادتها على الحائط إلا بعد نيل وثائق التخرج. بهذه العبارات بدأت خريجات دفعة هذا العام حديثهن ل«عكاظ». وأوضحت كل من دلال العنزي، فاطمة الفندل، فاطمة باحسن، إلهام الحويطي، هديل العطوي من (خريجات قسم الأحياء) اللاتي تراوحت معدلاتهن ما بين الممتاز والجيد جدا مع مرتبة الشرف أن أحلامهن تبددت من قبل حفل التخرج في الحصول على وظيفة معيدة، كون هذه الوظائف خاصة يتم الإعلان عنها بسرية تامة ويتم تعيين معيدات عليها من خارج منطقة تبوك، وأضفن «زيادة على ذلك لا تتاح لنا إمكانية دراسة الماجستير في ذات الجامعة، لا سيما أن نسبة كبيرة من الأهالي يرفضون مبدأ الدراسة خارج حدود المحافظة كجدة أو الرياض أو المدينةالمنورة، فماذا عسانا نعمل، واستطردت المجموعة لم يتبق أمامنا سوى خيار واحد وهو محاولة التقديم على الابتعاث الخارجي لدراسة الماجستير والدكتوراه شرط وجود مرافق. أما خريجات القسمين العربي والإسلامي أسماء الأحمري، نوال العنزي، هبة الأحمد، سارة العنزي فبنبرة تشاؤمية وبصوت واحد عبرن عن حالهن بقولهن «لسن بأحسن حال من خريجات السنوات الماضية وحتما لا وجود لوظائف شاغرة لنا». ففي كل عام تتخرج أكثر من 800 دارسة من قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية ويقبعن في المنازل، فيما البعض منهن مضى على تخرجهن أكثر من ثماني سنوات ولا يزلن دون وظيفة، ما اضطر البعض منهن إلى الاستسلام للأمر الواقع والموافقة على بدء حياتهن بمسمى ربة منزل للاهتمام بشؤون المنزل، في حين لجأ البعض منهن إلى الدخول في دورات مهنية أكاديمية لتؤهلهن للدخول في تخصصات أخرى تؤمن لهن دخلا ثابتا في القطاعات الخاصة، وتساءلت الخريجات: طالما لا توجد وظائف لخريجات هذه الأقسام، فلماذا لا يغلقونها ويفتتحون أقساما جديدة تتناسب مع حاجة سوق العمل. وكذلك لسان حال خريجات الكلية العلوم الصحية اللائي طالبن بتفعيل البكالوريوس في ذات الجامعة كون شروط الوظائف تنص على أن الكالوريوس يعد المطلب الأساسي لقبولهن، بعد أن وجدن شهادة الدبلوم لا تسمن ولا تغني من جوع. من جهتها، علقت أنيسة الهندي مساعدة مديرة الإشراف التربوي في إدارة التربية والتعليم للبنات في تبوك على تشاؤمات الخريجات قائلة: تفاءلوا بالخير تجدوه، ولا تزال أبواب العمل مفتوحة للجميع ولا تقتصر على التعليم، فهناك الأقسام النسائية في الدوائر الحكومية كالأحوال المدنية، الأمن، البلديات، الغرف التجارية، المنافذ والمطارات، المطاعم النسائية، الأسواق، مشاغل الخياطة لخريجات الاقتصاد المنزلي والمدارس الأهلية، ومراكز تدريب الحاسب الآلي، ومن تريد العمل ستجد ذلك، في وجود المجالات الكثيرة المتاحة التي لا تتوقف عند التعليم، وكمثال (باب رزق جميل) الذي يوفر الدعم الأساسي للمشاريع الصغيرة، وقريبا ستؤنث محلات بيع الملابس النسائية الخاصة والعباءات وهذه ستوفر الآلاف من الوظائف الشاغرة. وأضافت الهندي «ديوان الخدمة المدنية طلب من جميع الخريجات إدخال بياناتهن في نظام جداره، وبحسب الحاجة يتم التعيين، والجميع يعلم أنه مع بداية العام الدراسي الجديد تكثر الحاجة إلى استقطاب معلمات للغة الإنجليزية ومعلمات الحاسب الآلي، كما أن مشروع الملك عبدالله لتطوير المناهج سيساعد على إيجاد وظائف، ونصحت الهندي الخريجات أن يقتحمن المجالات التجارية بدلا من الجلوس والانتظار الطويل إلى حين قبولهن في الوظائف التعليمية.