بموت المبدعين تحدث فجوات في سير العمل الادبي ذلك السير الذي يقود للقمة.. فعندما تفجع بموت مبدع في اي مجال ادبي مهما كان ذلك الابداع فهو بحد نفسه كارثة تصيب الادب العربي وذلك ما حدث منتصف الشهر الماضي حيث تبودلت التعازي وتكسرت الاقلام ومزقت الدفاتر لموت صدى الحرمان.. نعم انتقلت صدى الحرمان الى ربها انتقلت وصدى الحزن منبرا لمعاناتها تقف عليه وتلقي ابداعها على مسامعنا. عندما قرأت خبر وفاته توقفت قليلا وعادت بي الذاكرة الى الوراء لقصيدة كنت ارددها دوما بيني وبين نفسي.. قصيدة كان لها وقع السحر على فؤادي وهي قصيدة (يبه) تلك القصيدة الشعبية التي تحلق بك عاليا بين الابداع والحزن، بين الامل واليأس، بين الحياة والموت متناقضات ولكنها ابداعيات ابدعتها انامل (صدى الحرمان) الشاعرة الانسانة، الشاعرة التي لم اعلم من يقف خلف هذا الاسم الا بعد موتها. ماتت صدى الحرمان مات ذلك الاسم الذي نقف له احتراما وتقديرا.. ماتت ولكن ابداعها باق ببقاء الارض ومن عليها.. فموت المبدع هو حياة لابداعه.. حياة لآهاته.. حياة لقلمه. صدى الحرمان او ابداعية التحدي كما يحلو لي ان اطلق عليها، فقد ابدعت في التحدي كما ابدعت في الادب الشعبي واعطت لنا صورة حقيقية عن اسمها والحرمان الذي تحول الى ابداع، ذلك الاسم الذي لم يخرج من تلك الدائرة التي ارادت صدى الحرمان ان تسكنها، ولكن خرجت من تلك الدائرة بفضل الله ثم بفضل ذلك الابداع الشعبي الذي تفننت فهي وتميزت عن غيرها بانها ابدعت رغم الصعاب من حولها. رحمك الله يا صدى الحرمان.. رحمك الله يا شاعرة قطر الاولى.. رحمك الله يا من كنت للمبدعين علما براقا يرى من بعيد. عبدالباسط ابراهيم الفقيه