بكل وقاحة انشأ السيد دانيال ببس مدير احد مراكز الدراسات الاميركية موقعا على الانترنت للتجسس على زملائه في الجامعات الأميركية، فهو يعتقد ان هناك موجة من التعاطف مع العالم الاسلامي والعربي والقضية الفلسطينية من جانب بعض الاكاديميين الذين يرون ان على الولاياتالمتحدة الأميركية تغيير سياستها في الشرق الاوسط لأن تلك السياسة وليس الاسلام السياسي هي التي انتجت 11 سبتمبر، ففي موقعه www.compus-watch.orq الذي اثار سخطا شديدا ولغطا في وسائل الاعلام الأميركية وفي نشرات الكليات، طلب من مؤيديه ارسال كل نشاط يمت إلى الشرق الاوسط من محاضرات وتعليقات الاساتذة إليه، ليقوم هو بدوره بنشرها في الموقع. لقد صفع الجميع بقوله في صفحة التعريف بالموقع: هذا الموقع يراقب ويجمع المعلومات عن الاساتذة الذين يشوهون المعلومات (يقصد المعارضين للسياسة الأميركية والاسرائيلية في الشرق الاوسط)، ثم وضع امثلة على ما يكتبه بعض الاساتذة من امثال جون اسبزيتو وحامد ديباشي وجوزف مساد وجويل بينين واستيفن زونيس، ولكن ما اثار الدهشة ان الكثير من الاساتذة من مختلف الكليات ومنهم بعض اليهود ارسلوا رسائل احتجاج إلى السيد ببس يطالبونه باضافة اسمائهم إلى تلك القائمة التي تحولت إلى قائمة شرف بفعل كثرة الطلبات اذ بلغت حوالي 100 طلب في فترة قصيرة نسبيا. كتبت الدكتورة جوديث بتلر استاذة الادب المقارن في جامعة بركلي لادارة الموقع مايلي: سمعت مؤخرا ان منظمتكم تجمع اسماء الاساتذة من مختلف الجامعات والمؤسسات التعليمية في أميركا المعارضين للاحتلال الاسرائيلي وعنفه والذين يؤيدون حق الفلسطينيين في تقرير المصير والمطالبين بنظرة عادلة للاسلام غير تلك التي تعكسها وسائل الاعلام في أميركا، وسيكون لي بالغ الشرف ان احسب من ضمن الذين يحملون وجهة النظر تلك. تكاثرت اعداد المتعاطفين مع القضية الفلسطينية والذين يرون ان الاسلام ليس دين حرب أو قتال أو دمار، واغلب هؤلاء من الذين كونوا صداقات أو زاروا العالم العربي وتعرفوا على اهله وعرفوا حقيقته، فقد كتب احد الذين عملوا في المملكة العربية السعودية وعاشوا فيها لفترة طويلة انه فقد حقيبة في مطار الرياض، وبعد عدة ايام راجع مكتب المفقودات بالمطار فوجدها وسلمت إليه، وقال له الموظف ان الحقيبة بقيت امام المطار لعدة ايام لم يأخذها احد حتى قررنا حفظها هنا، ثم يتساءل الأميركي ان كان هذا سيحدث في مطار نيويورك أو واشنطن؟ ونشر تجربته التي عاشها في السعودية لفترة طويلة في احد المواقع المهمة والمرموقة معجبا بتراثنا في اكرام الضيف ومساعدة الغريب وعلاقاتنا الاجتماعية الرائعة. اطلق اللوبي الصهيوني العنان لنفسه لاستغلال تداعيات الهجمات على نيويوركوواشنطن، ويعتقد المتطرفون اليهود ان هذه فرصتهم الوحيدة لدق اسفين الخلاف بين العالم الاسلام والغربي ليجنوا ثماره متفرجين وباستمتاع لسفك الدماء وانتهاك حقوق الانسان والحرب الاعلامية بين الطرفين. الكاتبة آن كولتر في مقالها الذي نشرته في موقع يميني متطرف على شبكة الانترنت كتبت بان علينا (الأميركان) احتلال الدول الاسلامية وقتل قياداتهم وتحويلهم إلى المسيحية، أما العضو الجمهوري عن ولاية جورجيا فقد قال: لنطلق عليهم الشريف ( الشرطي الكاوبوي) ولنجعله يلقي القبض على كل مسلم يجتاز حدود ولايتنا، أما المدعي العام الأميركي جون اشكروفت فقد قال: في الاسلام يطالبك الله بان ترسل اولادك للموت من اجله، أما الديانة المسيحية فتقول بان الله ارسل ابنه ليموت من اجلك. ان ما يقوله هؤلاء جديد وليس قديما، فغالبهم لم يكن يعرف ما هو الاسلام قبل الاحداث الاخيرة، ولكنه مع الاسف عرض عليهم بالطريقة التي يريد اللوبي اليهودي عرضها، و قد نجح في ذلك نجاحا كبيرا وما زال يعمل لتوسيع الفكرة السيئة ونشرها على اكبر عدد ممكن من الناس، أما اولئك المتعاطفون فان اصواتهم كصراخ في البرية، يحاربون ويحاسبون حتى على ما يقولونه امام تلاميذهم في الجامعات والكليات.لقد وقع الرئيس الأميركي قانونا يؤهل واشنطن للاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، في نفس الوقت الذي تدك فيه طائرات الاباتشي والمقاتلات الأميركية الصنع اخوتنا في الارض المحتلة، وفي ذات الوقت الذي ترتفع فيه يد المندوب الأميركي في مجلس الامن معلنا الفيتو لمعارضة أي قانون يدين الدولة العبرية ثم يتساءلون بكل براءة خبيثة غير مبررة: لماذا يكرهوننا؟ بقلم عبدالعزيز آل محمود الوطن القطريه