يجري الانطباع السائد بأن الغرب في عزلة محكمة عن ما تقوم به إسرائيل من مخالفات لحقوق الإنسان وللقانون الدولي وانتهاكات شاذة بكل المقاييس والأعراف الإنسانية والتي تتم بدعم وتأييد مادي ومعنوي من الحكومات الغربية بدرجات متفاوتة وتكتم إعلامي مقصود -وهذا لا خلاف عليه- إلا أن هناك عددا من أصحاب الأقلام والفكر يدركون حجم الجرائم والمخالفات التي ترتكبها الصهيونية والأغلبية العظمى في أوطانهم مغيّبون عن حقائق الأمور وهم يدفعون الثمن. ومن بين هؤلاء الكتاب الأسماء التالية: • نعوم تشومسكي يهودي الأصل ولكنه معارض واضح الفكر يعمل باستمرار على كشف خبايا سياسة أمريكا الخارجية ويُسلِّط الأضواء على آثارها السلبية على الشعب الأمريكي في الداخل ورغم تخصصه في علوم اللغة إلا أنه يوظف الجزء الكبير من جهده للكتابة في مجال السياسة والاقتصاد.. ويُركِّز باستمرار على موقف الإدارات الأمريكية المتعاقبة من القضية الفلسطينية والدعم المطلق لإسرائيل. • والكاتب الآخر جون ميرشايمر وزميله استيقن ولت في كتابهم المشترك «الصهيونية وسياسة أمريكا المختطفة» وهو دون شك أحسن كتاب موثق صدر بقلمي أستاذين في علوم السياسة يعملان في جامعة هارفارد. وما يتميز به هذا الكتاب إن صفحات المراجع -التي يحتويها- تفوق صفحات السرد والتحليل تحسباً لما قد يواجهانه من هجمات اللوبي الصهيوني الذي يتصدى لكل ما يقال عن إسرائيل بالتهديد، والوعيد، والابتزاز، والانتقام..مستخدماً كل الوسائل المشروعة، وغير المشروعة ليسكت الأصوات التي تريد أن تقول الحق. وفي البداية منعت المقالة من النشر في المطبوعات الغربية، ولكن الإنترنت وفرت ترويجها حتى تمكن الكاتبان من وجود ناشر يجرؤ على إصدارها في كتاب استقبلته المعارضة بالرفض، ولكن الباحثين عن المعرفة وأنصار الحق استقبلوه بالترحاب.. وانتشر ترويجه وترجمته إلى اللغات الأخرى ومنها اللغة العربية. • وفي عالم الأفلام الوثائقية أبدع المخرج مايكل مور في تسليط الأضواء على أحداث الحادي عشر من سبتمبر (9/11/2001) ونظرية المؤامرة التي هي أقرب للواقع منها إلى الشك في ذلك الحدث الجبار الذي هز العالم وحتى اللحظة لم تتضح كل الحقائق المحيطة به. • وحديثاً صد ر للكاتب كريق فيلتون «أسطورة الشرق الأوسط تتفجر -Exploding Middle East Myths» وقد سبق أن أصدر كتاب قبله تحت مسمى «الضيف المتطفل -The host and the parasite «. هذان الكتابان يكشفان مدى توغل النفوذ الصهيوني في السياسة الأمريكية.. ومدى تأثيرها على اختيار من يحكم أمريكا.. والكاتب يصفها بكل وضوح بأنها طابور خامس يكلف المواطن الأمريكي بلايين الدورات سنوياً، ويرهن ويتحكم في القرارات السياسية بشكل لا يوجد له مثيل في عالم السياسية لا في الماضي ولا في الحاضر.. ويثير التساؤل كيف يمكن للمواطن الأمريكي التخلص من ذلك العبء الذي يتحكم في سياسته الخارجية.. ويرهق اقتصاده الداخلي؟! والإجابة التي يُقدّمها الكاتب تعتبر في حكم المستحيل - Greg Felton ما لم يتغير النظام الأمريكي بكامله لأن ديمقراطيتهم مختطفة ويشاركه هذه الآراء الكاتبان جون ميرشامير واستيفن ويلت في كتابهما «أمريكا المختطفة». هذه عينة من كتاب مرموقين -أصحاب قضية- يخاطبون مجتمعاتهم بحقائق وأدلة دامغة تدين الدعم المطلق للصهيونية العالمية، وتفضح مدى تحكمها في القرار السياسي الأمريكي منذ عام 1948م عندما اعترفت الأممالمتحدة بإسرائيل بطريقة مخالفة للقانون الدولي.. كما يوضحها هؤلاء الكتاب وغيرهم.. وكيف اغتصبت الصهيونية أرض فلسطين وشردت أهلها في وضح النهار.. في سياق جريمة منظمة شاركت فيها حكومات ومنظمات تدعي التزامها بالقانون الدولي ومناصرة حقوق الإنسان؟! ومثل هذه المعلومات الدامغة من مصادر معترف بها، يجب توظيفها من قبل وفود الدول العربية لدعم الجهد الفلسطيني في اجتماع الجمعية العمومية القادمة في الشهر المقبل. كما ينبغي للوفد الفلسطيني أن يوزع هذه الكتب على الوفود ويستشهد بما ورد فيها، وينظم ندوة -على هامش اجتماع الجمعية العمومية- تستضيف الكتاب الوارد ذكرهم أعلاه للمشاركة فيها، وحشد مزيد من الدعم للمشروع الفلسطيني الذي يُشكِّل نجاحه نزع الشرعية عن الكيان الصهيوني، ويضع الحكومات المعارضة لحقه في أرضه وحماية مقدساته، وفي عودة اللاجئين أمام مسؤولياتها التاريخية.. والله من وراء القصد.