سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بليكس: الحرب على العراق مأساة.. وواشنطن ولندن بالغتا في التهديد الذي شكله صدام وزير الخارجية البريطاني يقر بصعوبة الموقف في العراق أكثر مما كان متوقعاً
راى وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند أمس ان الحرب في العراق شكلت "انتصارا مميزا" لكنه اعترف بان احلال السلام في البلاد يبدو "اصعب بكثير مما كان متوقعا"، وذلك في الذكرى الخامسة على اجتياح البلاد. وصرح وزير الخارجية البريطاني لمحطة "جي ام تي في" ان "الحرب بحد ذاتها احرزت نصرا مميزا وجرت بصورة فاقت التوقعات. لكن الحقيقة هي ان انشاء السلام بعد الحرب اصعب بكثير مما كان متوقعا". واضاف "الحقيقة ان الصعوبة تكمن في المساعدة على بناء مجتمع اكثر استقرارا في العراق لكنني اعتقد ان المؤشرات منذ عام او اثنين اصبحت مشجعة". واوضح ان "احد عشر مليون عراقي صوتوا لحكومتهم ونحن هنا نحاول الدفاع عن وحدتها ومساعدتها على ادارة بلاد سليمة". واضاف ان "الوضع خطير جدا لقواتنا وللعراقيين لكنني اعتقد ان الامر المدهش هو تراجع عدد الهجمات، وتطور الوضع الاقتصادي". وشاركت بريطانيا في اجتياح العراق قبل خمسة اعوام. وما زال حوالى 4100جندي بريطاني في منطقة البصرة، في جنوب البلاد. ويفترض تقليص عدد هذه الكتيبة الى 2500مع حلول ربيع 2008.من جانبه صرح المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية هانس بليكس في مقال في صحيفة "الغارديان" أمس ان الحرب في العراق "مأساة"، متهما واشنطن ولندن بالمبالغة في التهديد الذي كان يشكله نظام صدام حسين. وقال بليكس في المقال الذي تنشره الصحيفة البريطانية في الذكرى الخامسة لغزو العراق ان هذه الحرب "مأساة للعراق وللولايات المتحدة وللحقيقة والكرامة الانسانية". وكان بليكس الذي ترأس فرق التفتيش عن الاسلحة التابعة للامم المتحدة في العراق والمكلفة بصفتها هذه التحقيق في احتمال وجود اسلحة للدمار الشامل، عارض واشنطن خلال حملاتها التي سبقت غزو العراق. وكتب بليكس ان مسؤولية الحرب "تقع على عاتق الذين كانوا يجهلون الوقائع منذ خمس سنوات". ولم يعثر في العراق على اسلحة للدمار الشامل يملكها النظام العراقي المخلوع. واضاف بليكس ان الحرب تشكل "تراجعا في الجهود العالمية لمحاولة الحد من استخدام القوة بين الدول"، مؤكدا ان العراق "لم يكن يشكل تهديدا لاحد في 2003"". وتابع الدبلوماسي السويدي السابق انه لو لم تتم الاطاحة بصدام حسين "لتحول على الارجح الى قذافي او كاسترو جديد، يقمع شعبه لكنه لا يشكل تهديدا للعالم"، في اشارة الى الزعيم الليبي معمر القذافي والرئيس الكوبي السابق فيدل كاسترو. وعبر بليكس عن أمله في ان "يساهم الفشل الكبير لعملية نزع اسلحة وفرض الديموقراطية بالقوة، في اللجوء الى الدبلوماسية بشكل اوسع".