اسئلة تحتشد في الذهن عن "مؤسسة الفكر العربي" الوليدة: هل هي مؤسسة للوجهاء والاثرياء العرب؟ وهل هي تطوير لفكرة الصالونات الادبية والفكرية كما تعرف في مصر والشام، او للدوريات "الاثنينية والاحدية الخ" والديوانيات كما هو سائد في خليجنا العربي؟ ثم ماذا ستصنع مؤسسة تولد في ايام عصيبة كهذه؟ وكيف ستوفق بين الاطياف الفكرية السائدة؟ وهل سينتج عن اختلاط الاطياف قوس قزح ام مجازر فكرية دامية؟ وكيف ستقتطع المؤسسة الوليدة حصة كافية من الاهتمام لتحظى بالتأثير بين طابور ممتد من مؤسسات ومراكز فكرية متمترسة؟اسئلة والكثير غيرها تنهمر حائرة وكأن مؤسسة الفكر العربي نجحت في تحريض دواخلنا واستفزاز عقولنا لتطلب جردا لواقع الفكر العربي ساعة ولادة المؤسسة وهو واقع يتهيب النهوض لتحديات حاضرة وقادمة ويعاني آلاما مبرحة تؤججها انكسارات تتوالى. ومع كل ماقيل وما يطرح من تساؤلات فالمؤسسة اضافة ضرورية لترجيح كفة تيار التقارب والتآلف العربي/ العربي وان لم تكن المؤسسة قد وجدت كردة فعل لتفجيرات سبتمبر فقد ضاعفت الاحداث الراهنة من جدوى اقامتها باعتبارها الاستثمار المناسب للفترة الراهنة نوعا وتوقيتا ذلك ان المؤسسة من خلال استعراض اهدافها تسعى لتصالح الفكر العربي فتتعايش تياراتها الجادة متحاورة فيما بينها وتجاهد لطرح جوهر الفكر العربي على عالم يعيش مخاضا غير منتظم تعتصره العولمة الاقتصادية ويمتهنه الاستقطاب السياسي. لقد استمعت، كما استمع غيري وانصت للامير خالد الفيصل مؤسس مؤسسة الفكر العربي يعرض للفكرة وموجباتها ولضرورة عقد شراكة بين الفكر والمال العربيين للمساهمة في الحفاظ على مصالح الامة مسترجعا لتقريب فكرته شواهد تاريخية وموضوعية عدة.. ولا شك في ان جدلا يلف اي مبادرة جديدة لا سيما ان كانت تتعلق بالفكر والمفكرين وبالاخص عندما يراد لها ان تولد جامعة لتيارات ومفاهيم تنطق بلغة واحدة لكنها تعبر عن مفاهيم متناثرة وفي احيان عدة متعارضة ومع ذلك فدور المفكر في هذا الوقت الصعب ان يساهم بتضميد جراح امته بتقوية اللحمة والالتفاف حول مؤسسات واعية تمتلك: اجندة عربية شفافة، وآليات عملية مجربة، وموارد تستخلص من الفكر المجرد تأثيرا فاعلا.