المرشد الديني جزء لا يتجزأ من المنظومة الغربية للطب, بحيث لابد أن يكون ضمن الفريق المعالج مرشد ديني يقوم بزيارة المرضى ولديه عيادة خاصة, ويقوم بمساعدة المرضى وأهاليهم على التكيّف مع المرض وما ينتج عنه من أعراض. أكد الدكتور مشبب بن علي العسيري استشاري الأورام والعلاج بالأشعة ومدير مركز الأورام بمدينة الملك فهد الطبية في حديثه «لآفاق الشريعة»: أنه من ضمن مهام الفريق الطبي الاهتمام بالمريض من كافة النواحي الطبية والنفسية والدينية وتلمس حاجة المريض في كافة الجوانب, ومن الجوانب المهملة حاليا في المنظومة الطبية في المملكة وكذا في العالم العربي تلمس احتياجات المريض الدينية, من ناحية التعامل مع المرض والتكيف معه والصبر على ذلك والرضا بقضاء الله وقدره, ولكن الإشكال أن هذه المفاهيم الإسلامية السامية لم تطبق بشكل فعلي في المجال الطبي, ووجد أن هناك فجوة بين المتخصصين في المجال الطبي والمجال الشرعي. وأوضح د. العسيري: «لدينا محاولة لملء الفراغ عن طريق القيام بإيجاد تخصص جديد في المنظومة الصحية نسميه الإرشاد الديني الطبي», وقد أقيم في العام الماضي مؤتمر عالمي في المدينة الطبية بالرياض عن الإرشاد الديني الطبي وخصوصا في الدين الإسلامي وكان الحضور فيه باهرا, وقدم في المؤتمر أكثر من أربعين ورقة علمية محكمة, واكتشف أن هناك فجوة عميقة في هذا المجال بحيث لا يوجد مناهج أو تخصصات في هذا المجال, والكتابة فيه ضعيفة وقليلة. وأضاف العسيري: قام بعض المتخصصين من الأطباء بمحاولة عمل برنامج تدريبي للممارسين في هذا المجال من ناحية تأهيلهم وتدريبهم في المجال الطبي إضافة إلى التأهيل الشرعي، ويكون القائم بالتأهيل الشرعي كليات الشريعة التابعة لجامعات المملكة, ويحتاج الممارس إلى تأهيل طبي في المصطلحات الطبية ومعرفة وسائل وطرق العمل في المستشفيات بشكل جيد, وإجادة وسائل التخاطب بين الفريق الطبي وبين المريض, وبالتالي تخريج متخصصين شرعيين في الإرشاد الطبي الديني, يقومون كفريق طبي, والبرنامج تحت الدراسة وله مستويات: منها برنامج تأهيلي لكافة الأطباء وهو عبارة عن برنامج مكثف لمدة ثلاثة أيام, يسلط الضوء فيه على القضايا الطبية الشرعية, وهناك برنامج تأهيلي مدته ستة أشهر ويعطى فيه شهادة دبلوم, وهناك برنامج تأهيلي مطول مدته سنتين وينال فيه درجة الماجستير بالتعاون مع الكليات الشرعية والطبية. الهدف الأسمى من هذه البرامج والخطط ملء الفراغ الموجود بين الممارس الطبي الشرعي وبين المرضى. ومن خلال واقع العمل وتحديدا في المدينة الطبية والمستشفى التخصصي وجد أن الإرشاد الطبي الشرعي متقبل بشكل ممتاز والمرضى وأسرهم يبحثون عن مثله, ولكن المؤسف أن العاملين في هذا المجال ينقصهم التأهيل وهذا ما نريد أن نصل إليه, وكان هذا من أبرز توصيات المؤتمر. ونوّه د. العسيري: نحن الآن نسعى لبرمجة هذه الخطط حتى نحصل على دعم الهيئة السعودية للتخصصات الطبية لجعل هذا البرنامج من أحد برامجها المعتمدة في الكادر الصحي الطبي, وإذا تم اعتماد البرنامج التأهيلي من قبلهم فسيتم اعتماده كإرشاد طبي في الكادر الصحي عن طريق ديوان الخدمة أو التشغيل الذاتي وسيكون له وظائف في المستشفيات, وهناك توعيات دينية تابعة لوزارة الصحة لكنها غالبا تعمل في تهيئة المصليات في المستشفيات وما شابهه.