يختلف البعض حول مسألة الدعم المعنوى والروحي للمرضى خاصة هؤلاء الذين يعانون من أمراض مستعصية أو مزمنة، فالبعض يتفق على أهمية هذا النوع من الدعم للتخفيف من ألم المرض، بينما البعض الآخر يعتقد أن المجال الأكاديمي قد أخذ حيزاً ولم يعد لهذا الجانب أثر إلا من باب الطمأنة فقط أو بث بصيص من الأمل للمرضى. وفي ضوء ذلك أوضح الدكتور مشبب علي العسيري، مدير مركز الأورام في مدينة الملكة فهد الطبية خلال حواره لبرنامج "أضواء إخبارية" على قناة الإخبارية، أن الدعم الروحي والديني للمرضى يعد من المواضيع الغائبة عن القطاع الصحي في المملكة لفترة طويلة بطريقة مهنية، وذلك رغم وجوده في المؤسسات الطبية خارج المملكة منذ وقت بعيد، وقد بدأ الالتفات إليه في المرحلة الحالية لوضع القواعد والأسس التي تساعد على إيجاد هذا الأسلوب من الخدمة الطبية للمريض، لاسيما في الأمراض المستعصية. وذكر أن معظم مستشفيات المملكة يوجد بها الآن إدارات للتوعية الدينية والتي تقوم بالإرشاد الديني وتهيئة المصليات ومساعدة المرضى عند حالات الوفاة في التغسيل والتكفين وتوفير التيمم للمرضى، إلا أن هذه الأعمال تتم بشكل غير مقنن وليس له قواعد واضحة، كما أن الأشخاص الذين يعملون في هذه الإدارات لم يتلقوا تدريباً خاصاً بهم للعمل في المستشفيات، لافتاً إلى أنهم لو قاموا بذلك بطريقة مهنية فسيكون هذا شكلاً من أشكال الدعم الروحي للمرضى، لذا فما نحتاجه إليه في الوقت الراهن هو الانتقال بالمرشدين الدينيين والمهتمين بهذا الشأن إلى مرحلة متخصصة نحو التدريب والتنسيق ومعرفة اللغة الطبية المتداولة والتي تتعلق بالدعم المعنوي أو الديني للمريض وفقاً لفلسفة المجتمع الإسلامي، فالمرض في الدين الإسلامي هو جزء من الابتلاء سواء للصبر أو لرفع الدرجات ومن ثم الفوز بالجنة، وعلى هذا يحتاج المريض في أثناء رحلته إلى من يذكره بهذه المعاني الجميلة ومن يساعده على المرور منها، وبهذه الطريقة نحتاج إلى تدريب المتخصصين في العلوم الشرعية للقيام بهذا الدور المهم.