دفعت آسيا اكبر قارة مستوردة للنفط في العالم التي تعاني نقصا في احتياطيات النفط المحلية وتعتمد بشكل متزايد على نفط دول الشرق الأوسط ، سعرا أعلى بشكل متزايد لبرميل النفط لضمان أمن الطاقة. وقال تاتسو ماسودا رئيس مركز آسيا والمحيط الهادي لأبحاث الطاقة ومقره طوكيو ان السعر الذي تدفعه اسيا (مستمر منذ اوائل التسعينات وهذا يعني ان المشترين الآسيويين يدفعون ما بين دولار ودولار ونصف زيادة عما يدفعه الامريكيون والاوروبيون مقابل كل برميل من خام الشرق الاوسط). وقال رام نايك وزير البترول والغاز الطبيعي الهندي في انه يسعى لدى مصدري النفط كي يمنحوا أسعارا منافسة للدول النامية لتخفيف عبء تكاليف الطاقة عن كاهل هذه الدول. واضاف نايك مما يثير الدهشة اننا ندفع مقابل نفط (الشرق الاوسط) سعرا اعلى مما يدفعه الاوروبيون والامريكيون . يقولون انهم يمنحون الامريكيين سعرا اقل لانهم يشترون كميات كبيرة. والامر نفسه ينطبق على الاوروبيين. وتعتمد آسيا اكبر قارات العالم سكانا على دول الشرق الأوسط في تدبير نحو 80بالمائة من حوالي 12.5 مليون برميل نفط تستوردها يوميا. وتستهلك حوالي 20.5 مليون برميل يوميا وهو ما يعادل تقريبا استهلاك الولاياتالمتحدة. ومن المرجح ان تكون آسيا المنطقة الوحيدة في العالم التي تشهد نموا كبيرا في الطلب على النفط خلال السنوات الخمس القادمة فيما يمنحها قدرة إضافية للتفاوض على اسعار افضل. وقال ديفيد جونسون من جي.بي. مورجان في هونج كونج ستكون منطقة اسيا والمحيط الهادي في الواقع مركز النمو في الطلب العالمي على النفط. وتابع قائلا سيمنحها هذا ميزة في التفاوض على السعر خاصة في مناطق كالصين حيث يتوقع ان يزداد الطلب على النفط بما يتراوح بين 4 في المائة وخمسة في المائة سنويا وتحتاج لاستيراد كل برميل زيادة تحتاجه. ووفقا للتقديرات الرسمية في كوريا الجنوبية يتوقع ارتفاع الطلب بمعدل 1.4بالمائة سنويا حتى عام 2006 بما يقل عن معدل النمو في فترة الازدهار قبل الازمة المالية الآسيوية عام 1997 عندما كان معدل نمو الطلب يزيد على 7بالمائة. وفي اليابان اكبر مستهلك ومستورد للنفط في المنطقة ادى عقد من الركود الاقتصادي الى تقلص الطلب على النفط مع تراجع النشاط الصناعي وتحول المستهلكين الى الغاز. وتمثل الصين اسرع اقتصادات العالم نموا اكبر سوق جديد لمصدري النفط في الشرق الاوسط الذين يواجهون منافسة شديدة من مصدرين آخرين مثل روسيا مع زيادة انتاج النفط العالمي. وتعمل بكين وموسكو بالفعل على توثيق علاقاتهما مع إجراء مفاوضات بشأن تشييد خط أنابيب للنفط الخام بتكلفة 1.7 مليار دولار يمتد بطول 2400 كيلومتر من سيبيريا الى شمال شرق الصين. وفي احدث توقعات للطلب على الطاقة حتى عام 2020 توقع مركز اسيا والمحيط الهادي لأبحاث الطاقة ان يرتفع الطلب في الصين بمعدل 4.3بالمائة سنويا لتحتل مكان اليابان كثاني اكبر مستهلك للطاقة في العالم بحلول عام 2007 . وتوقع ان تصل نسبة اعتماد الصين على استيراد النفط الى 69بالمائة مقارنة مع 22بالمائة حاليا. وتوقعت الوكالة الدولية للطاقة ومقرها باريس ارتفاع الطلب الصيني على النفط بمعدل 1.9بالمائة في عام 2002 عن مستواه في 2001 وبمعدل 3بالمائة في 2003 ليصل الى 5.12 مليون برميل يوميا بما يقل 150 الف برميل فقط عن الاستهلاك المتوقع لليابان. كما توقعت الوكالة ارتفاع الطلب على النفط في الهند التي تتحول بسرعة الى الصناعة بمعدل 2.9بالمائة في 2003 الى 2.15 مليون برميل يوميا. فيما قدرت لجنة التخطيط الهندية نموا سنويا للطلب لا يقل عن 3.6بالمائة حتى عام 2011-2012 ولا يزيد على 5.1 بالمائة سنويا.