الكويت - رويترز، أ ف ب، وكالة واس - رأى وزير النفط الكويتي الشيخ أحمد العبدالله الصباح أمس أن أسعار الخام الحالية لا تعيق التعافي الاقتصادي العالمي. وقال في افتتاح الدورة ال 18 من «مؤتمر النفط والغاز في الشرق الأوسط»: «شهدنا حتى الآن هذه السنة استقراراً في مستويات أسعار النفط بين 75 و85 دولاراً للبرميل». وأضاف أن «هذا السعر لن يشكل مشكلة بالنسبة إلى تعافي الاقتصاد العالمي». وجدد الشيخ أحمد التأكيد على أن منظمة «أوبك» ستتدخل لرفع الإنتاج إذا تجاوزت الأسعار مئة دولار للبرميل. وشدد على أن بلاده ستتابع الاستثمار في رفع قدرتها الإنتاجية إلى أن تصل إلى أربعة ملايين برميل يومياً بحلول عام 2020. وأضاف: «أن قدرتنا الإنتاجية الحالية هي 3.1 مليون برميل في اليوم، بينما حصتنا الإنتاجية هي بحدود 2.2 مليون برميل، وهذا يعني أن لدينا قدرة إنتاجية فائضة بنحو مليون برميل يومياً». وأكد أن بلاده تستهدف الوصول إلى قدرة إنتاجية بحدود 3.5 مليون برميل يومياً عام 2015 وأربعة ملايين برميل يومياً عام 2020، على أن يكون هذا المستوى مستداماً حتى عام 2030. ولفت إلى أن المؤتمر يُعقد تحت شعار «تعافي الطلب العالمي وتقلبات الأسعار وتوقعات النمو وسط عالم يقيد فيه انبعاثات الكربون» بعد حدث مهم عُقد أخيراً في مدينة كانكون المكسيكية حيث اجتمع المنتجون والمستهلكون تحت مظلة واحدة ونوقشت مواضيع تهم الصناعة النفطية حالياً في المستقبل. وأكد أن الطاقة ضرورية للنمو الاقتصادي وتحسين المستويات الاجتماعية في كل بلدان العالم ولذلك يأتي موضوع أمن الطاقة على رأس الأجندة السياسية دائماً. ودعا الرئيس التنفيذي لشركة «توتال» الفرنسية العملاقة للنفط كريستوف دو مارجوري شركات الطاقة إلى الإسراع في تنفيذ الاستثمارات اللازمة للحفاظ على إمدادات كافية من النفط والغاز على مستوى العالم لتلبية الطلب في المستقبل. وبعدما علقت دول وشركات منتجة للنفط مشاريع كثيرة في الفترة التي شهدت انخفاضاً للطلب على الطاقة إبان التراجع الاقتصادي العالمي، طالب دو مارجوري باستئناف هذه المشاريع في ظل توقعات بانتعاش الطلب العام الحالي بعدما شهد انكماشاً على مدى سنتين. وأضاف: «ما من وقت نضيعه قبل معاودة الاستثمار». وتابع أن أسعار النفط بين 80 و85 دولاراً للبرميل كافية لتشجيع الاستثمار في مشاريع بالقطاع». ونبه إلى أن حدوث زيادة قوية للطلب قد ترفع السعر إلى ما يقرب من مئة دولار للبرميل لتشجيع الإنتاج من مشاريع ذات تكلفة أعلى. وتوقعت «توتال» زيادة الطلب على النفط نحو مليون برميل يومياً كل سنة حتى عام 2020. وقال إن ثمة حاجة لاستثمارات لتلبية الطلب ولمواجهة تراجع الإنتاج من الحقول الحالية بين ستة وسبعة في المئة سنوياً. وتابع أن جزءاً كبيراً من الطلب الجديد يأتي من آسيا بينما يُتوقع أن يظل الطلب من الدول المتقدمة ضعيفاً في السنوات المقبلة. ورأى المدير التنفيذي للنشاطات العالمية للإنتاج لدى «رويال داتش شل» مالكولم برينديد أنه يتعين على الشرق الأوسط حل لغز امتلاكه نحو 40 في المئة من احتياطات الغاز في العالم ومعاناته حتى الآن من نقص في الإمدادات. وقال في خطاب أمام المؤتمر إن الطلب على الغاز الطبيعي في المنطقة ينمو بمعدل من شأنه أن يجعل إجمالي الاستهلاك بحلول عام 2015 مقارباً لمعدل الاستهلاك في اقتصادات أوروبية كبيرة. وأضاف أن الطلب على الغاز في الشرق الأوسط يرتفع نحو خمسة في المئة سنوياً وهو معدل مماثل لمعدل نمو الطلب في الصين.