بعد انتهاء سنة كاملة من الجهد والعرق والصبر، يعيش أهالي محافظة الأحساء هذه الأيام فرحة انتهاء موسم «صرام التمور»، حيث يأمل المزارعون أن تكلل جهودهم بالنجاح من خلال بيع التمور بأسعار تتناسب والجهد المبذول. وأكد «ناصر الفايز» أن التمور الأحسائية تُعد الأجود والأطيب في منطقة الخليج ككل، وذلك لما للأرض من أثر على نوعية المحصول، مبيناً أن نخيل الأحساء لا تعطي ثماراً بنفس المذاق إذا زُرعت في أماكن أخرى، مضيفاً أن الأمر نفسه ينطبق على أنواع أخرى من الثمار التي تشتهر بها الأحساء، مثل «الرمان» و»التين» و»الليمون الحساوي»، حيث لا نحصل على اللون والطعم المميزين لهذه الثمار إلا بزراعته في أرض ومناخ محافظة الأحساء. ويقول «جواد العلي»: لدي مساحة كبيرة من الأرض استغليتها في زراعة النخيل، وتنتج العديد من أنواع التمور المعروفة بمذاقها الحلو ك»الخلاص» و»الرزيز» و»الوصالي» و»الشيشي» وغيرها، مضيفاً أن جميعها مرغوبة في السوق، حيث أنني منذ عملت بالفلاحة وجميع إنتاجي يباع بمجرد وصوله إلى السوق، نظراً لتميز منتجات محافظة الأحساء، لافتاً إلى أن زبائنه لا يقتصرون على أبناء المنطقة، ولكن لديه العديد من الزبائن من خارج المحافظة ومن دول الخليج الذين يأتون للمحافظة خصيصاً لشراء التمور. من جهته يرى «محمد الدرويش» -يمتلك خمسة آلاف غرسة- أنه على أصحاب مزارع التمور وتجارها، توسيع أعمالهم بما يتلائم وزيادة المحصول، مبيناً أن المشكلة الرئيسية التي تواجههم هي قلة المياه، مما أثر بدوره في جودة أنواع التمور وأشكالها، مما يستدعي النظر في هذا الموضوع بجدية أكبر من قبل الأفراد وهيئة الري والصرف بالاحساء. أما «عبد الكريم السالم» يعمل في تجارة التمر فيقول: إنه يحقق هوامش أرباح كبيرة جراء تصديره التمور إلى خارج المملكة وإلى مناطق الدمام والرياض، موضحاً أن هذه الأيام هي أفضل وقت لجني التمر، مؤكداً أن التمر الخليجي يظهر قبل التمر الحساوي، مما يؤثر على أسعار الأخير. وفي السياق ذاته يؤكد «قاسم الزيد» -يعمل في زراعة التمور وبيعه منذ أكثر من 25 عاماً-، أن أسعار التمر الآن أفضل من السابق، موضحاً أن في تحسين الأسعار مصلحة للمزارع، بل ويرى أن الأسعار هذا العام أفضل من العام الماضي، مشيراً إلى أن هناك بعض المستهلكين يشترون كميات كبيرة من التمور لحفظها في منازلهم لمدة عام كامل، ثم تنظيفها وتعبئتها رغبةً منهم في الحصول على دبسها.