ان اسمى الاعمال التاريخية التي قلما شهدت البشرية مثيلا لها، هي اعمال الذين سطروا سجلا حافلا من المنجزات البارزة في تاريخ العالم.. والمؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود يرحمه الله من تلك الشخصيات الفذة والرائدة في الفكر والريادة، والحضور التاريخي غير المسبوق. فهو يرحمه الله قائد بحجم امة، ومسيرة حجم التاريخ. استطاع ان يجعل من ارض تتقطع اوصالها في تناحر وتقاتل الى ارض موحدة عامرة بالامن ذات سيادة وقوة، ورجال اخذوا من فكر وصفات القائد وطبائعه ماغرز في العقول والقلوب الشهامة والمرؤة والجسارة والشجاعة والاقدام وبذل كل ماهو غال ونفيس من اجل هذه الارض الطاهرة المطهرة من كل من حاول ويحاول العبث بتاريخها وحضارتها. حيث ان القائد المؤسس وضع اولى لبنات الصرح الشامخ للمملكة يوم ان فتح الرياض بقوة وشجاعة الفرسان الاشداء ببزوغ فجر يوم الخامس من شهر شوال سنة 1319ه الموافق 12 يناير 1902م ليخطو رحمه الله ابرز خطوات المسيرة المجيدة في تأسيس المملكة حيث توالت الاحداث والوقائع التاريخية البارزة الى ان وحد جلالة الملك المؤسس طيب الله ثراه جميع اجزاء الدولة واعلن اسمها المملكة العربية العربية السعودية وذلك في التاسع عشر من جمادى الاولى سنة 1351ه ومنذ هذا التاريخ وهذا الكيان الشامخ امة ولا كل الامم ودولة تضاهي اعظم الامم في مكانتها المرموقة على خارطة العالم. فكان ذلك انجاز مابعده انجاز حيث انه تم في سنوات قليلة بحساب زمن الحضارات والامم. وهاهي بلادي الآن.. في يومها الوطني الثاني والسبعين تزداد شموخا فوق شموخ، وقوة فوق قوة، وقبلة للعالمين العربي والاسلامي، وثقلا حضاريا متفردا ورقما اقتصاديا يحسب له الف حساب، وذلك بفضل من الله تعالى ثم لحكمة الابناء البررة الذين تربوا ونشأوا وتعلموا في مدرسة المربي الفاضل، والمعلم الكبير، والسياسي اللامح، والقائد الفذ الملك عبدالعزيز يرحمه الله . والمملكة اليوم.. وفي هذا العهد الميمون، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام يحفظهم الله يأتي الاحتفاء باليوم الوطني احتفاء اذا اهمية خاصة في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها المملكة، داخليا وخارجياً، داخليا: حيث ان خطط التنمية في تواصل مستمر والنهضة الحضارية المتميزة التي تشهدها بلادنا الغالية في حاجة الى جهود فوق الجهود، وعمل فوق العمل، وبذل فوق البذل للمحافظة والارتقاء بكل المنجزات التي تحققت على هذه الارض الطيبة فقد شهدت البلاد خلال السنوات الماضية تغيرات جذرية عبر خطط التنمية الشاملة والطموحة لكافة قطاعات الدولة الحيوية وتحديدا القطاع الاقتصادي الذي بدىء بتفعيل دور مجلس الشورى وانشاء المجلس الاقتصادي الاعلى والهيئة العامة للاستثمار والهيئة العليا للسياحة واعادة تشكيل المجلس الاعلى للبترول والمعادن بالاضافة الى تطوير بعض الانظمة الاقتصادية والادارية ومنها نظام الاستثمار الاجنبي واعادة تشكيل الامانة العامة للجنة الوزارية للتنظيم الاداري وهي في مجملها حقيقة عملية اصلاحية استراتيجية شاملة تستهدف رفع معدلات الانجاز وتقديم خدمات ذات جودة عالية اضافة الى تهيئة المناخ الاقتصادي القوي لمواكبة مرحلة العولمة وعصر الانفتاح الاقتصادي العالمي ومن هذا المنطلق تأتي ذكرى اليوم الوطني والمملكة في مرحلة مهمة للانطلاق نحو المستقبل المرتكز على عبق الماضي وزهو الحاضر. اما بالنسبة للتحديات الخارجية فان المتغيرات السياسية الحادثة الآن على المستوى الدولي تستوجب منا جميعا اليقظة واستنهاض الهمم لتظل المملكة تسمو عالية شامخة، رغم كل محاولات المساس بها، والنيل منها، حيث انها ستظل دائما وابدا في حماية رب الكون، رب البيت العتيق، والمسجد النبوي الشريف كيف لا.. وهي ارض النبوة والوحي والدين الحنيف ارض القادة العظام والرجال الكرام الذين نذروا انفسهم وما يملكون لصون هذه الارض المعطاءة التي جعل لها المؤسس الباني الملك عبدالعزيز راية تعلو وترفرف ونزهو بها في هذا اليوم العظيم. * استاذ الاعلام والعلاقات العامة المساعد معهد الادارة العامة