تهل علنيا في الأيام القريبة القادمة ذكرى عزيزة على قلوبنا جميعا , انها ذكرى مرور اثنين وسبعين عاما على توحيد هذه البلاد المقدسة تحت مسمى ( المملكة العربية السعودية) على يد المغفور له بإذن الله الملك المؤسس عبد العزيز - طيب الله ثراه - بعد جهد عظيم وجهاد مرير استطاع بهما بتوفيق من الله سبحانه أن يستعيد ملك آبائه والمجدد الميامين من آل سعود الذين جددوا لدين الإسلام شبابه بمؤازرة واجداده الداعية الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله. كما استطاع الملك عبد العزيز - رحمه الله - بتوحيد مملكته القضاء على البدع والخرافات ,ومظاهر الإشراك بالله التي كانت مهيمنة على عقول كثير من الناس نتيجة الجهل والبعد عن دين الإسلام القويم واستطاع - رحمه الله - أن يقضي على أسباب التناحر والعداوات والثار بين قبائل الجزيرة العربية وان يوطد الأمن في ربوع هذه البلاد الطاهرة وذلك بتحكيم هدي الكتاب والسنة , وتطبيق الحدود الشرعية على كل مجرم ولم يغفل الملك المؤسس رحمه الله جوانب العلم والتعليم فأولاهما عنايته ورعايته وأمر بإنشاء المعاهد والكليات وطباعة الكتب العلمية وتوزيعها بالمجان على كل راغب في طلب العلم , وكان لاكتشاف حقول البترول أثره الإيجابي في النهوض بالمملكة علميا وحضاريا , وبعد وفاة الملك عبد العزيز رحمه الله تسلم الراية من بعده أبناؤه البررة وهم الملوك: سعود , فيصل , خالد رحمهم الله واسكنهم فسيح جناته الذين اكملوا مسيرة والدهم العظيم في تنمية هذه المملكة الحبيبة والتمسك بالعقيدة الإسلامية والسير على نهجها القويم. ثم جاء عهد مولاي خام الحرمين الشريفين الملك فهد عبد العزيز حفظه الله وسمو ولي عهده الآمين وسمو النائب الثاني الذين واصلوا المسيرة المباركة وما زالوا بحمد الله في التمسك بهدي الكتاب والسنة والسعي الحثيث في الارتقاء بهذه المملكة الحبيبة إلى مدارج الدول المتقدمة علميا وحضاريا حتى لقد أصبحت هذه البلاد المباركة بفضل الله سبحانه ثم بفضل السياسة الحكيمة لقيادتنا الرشيدة محط أنظار العالم , حيث انتشر التعليم بجميع مراحله في كافة المدن والقرى وفي مختلف التخصصات العلمية في جامعاتنا السعودية الثماني التي خرجت وتخرج آلالاف من الطاقات الوطنية الشابة التي أسهمت وتسهم في خدمة دينها ومليكها ووطنها. وساد الامن, وعمت السكينة فأصبح الناس يعيشون في رغد من الحياة وكامل الرعاية التعليمية والأمنية والصحية. كما أن هذه القيادة الرشيدة وفقها الله لم تدخر جهدا في تقديم العون والمساعدة للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها من منطلق ما يحث عليه الدين القويم من البذل والإنفاق في سبيل الله تعالى على الرغم مما تواجهه من الحملات الصهيونية المغرضة في الشرق والغرب التي تهدف إلى النيل من قيادة هذه البلاد الطاهرة وشعبها الوفي حسدا وحقدا ولكن سوف تبقى مملكتنا الحبيبة بقيادتها الرشيدة منصورة بإذن الله على أعدائها الذين يتربصون بها الدوائر, ما دمنا متمسكين بهدي الكتاب والسنة وصدق الله العظيم إذ يقول (ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز) وإن الواجب ليفرض علينا ونحن نمر بتلك التحديات الكثيرة أن نكون أكثر تمسكا بديننا وأكثر تماسكا وتآلقا وتعاونا وأكثر التفافا حول قيادتنا الراشدة وفقها الله وألا ندع فرصة لأي إنسان يحاول أن يشتت وحدتنا أو يشق عصا الطاعة ونخاصة أن كلمة (الإرهاب) الآن أصبحت تطلق على كل من تمسك بدينه من قبل الدوائر الصهيونية الكفرية وذلك بعد وقوع أحداث 11 سبتمبر المشئومة. وختاما فإن ذكرى اليوم الوطني تمر بنا في هذه الأيام العصيبة التي تحتاج منا الى أن نبذل الجهود في الحفاظ على وحدتنا والتمسك بديننا والالتفاف حول قيادتنا والحرص على إتقان عملنا, فلقد قام هذا الكيان العظيم على أسس ثابتة من الدين القويم وعراقة في القيم والمبادئ والمثل فواجب علينا أن نحافظ عليه ما استطعنا إلى ذلك سبيلا ضد كل حاقد وضد كل حاسد. والله أسأل أن يحفظ علينا ديننا وأمننا وولاة أمرنا وأن يوفقهم دائما لعز الإسلام والمسلمين وتحرير المسجد الأقصى من كيد اليهود الغاصبين. هذا وبالله التوفيق * عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد