عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الدنيا كلها متاع، وخير متاع الدنيا: المرأة الصالحة). أي تكريم للمرأة أرفع من تكريم الاسلام! حين يصور بيتها تصويرا رفافا شفيفا، يشع منه التعاطف، وترف فيه الظلال، ويشيع فيه الندى، ويفوح منه العبير!! أي تكريم للمرأة فوق ان يسمي الله سورة من كلامه باسم (النساء) وسورة اخرى باسم امرأة (مريم)!! اي تكريم اجل من ان القرآن كان ينزل في مخدع عائشة!! أي تكريم أعلى من ان الله ينزل قرآنا في براءة امرأة!! وأي تكريم أجل من ان يتولى الله تزويج امرأة بنفسه!! فلا التأنيث لاسم الشمس عيب ولا التذكير فخر للرجال واكمل النساء تلك المرأة التي تنظر الى الدنيا بعين متلألئة بنور الايمان، تقر في كل شيء معناه سماوي.. معنى هذه المرأة: المعبد القدسي، معناها: القوة المسعدة. المرأة حق المرأة هي تلك التي خلقت لتكون للرجل مادة الفضيلة والصبر والايمان، فتكون له وحيا والهاما وعزاء وقوة، أي: زيادة في سروره ونقصا من آلامه. ولن تكون المرأة في الحياة أعظم من الرجل إلا بشيءواحد هو صفاتها التي تجعل رجلها أعظم منها. @ آسية زوج فرعون مثل عال للاستعلاء على عرض الدنيا: قال الله تعالى: (وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين). ها هي ذي امرأة فرعون، لم يصدها طوفان الكفر الذي تعيش فيه.. في قصر فرعون.. عن طلب النجاة وحدها.. وقد تبرأت من قصر فرعون طالبة الى ربها بيتا في الجنة.. وتبرأت من صلتها بفرعون، وتبرأت من عمله مخافة ان يلحقها من عمله شيء وهي ألصق الناس به، وتبرأت من قوم فرعون وهي تعيش بينهم. ودعاء امرأة فرعون وموقفها مثل للاستعلاء على عرض الحياة الدنيا في أزهى صوره، فقد كانت امرأة فرعون من أعظم ملوك الارض يومئذ، في قصر فرعون امتع مكان تجد فيه امرأة ما تشتهي.. ولكنها استعلت على هذا بالايمان، ولم تعرض عن هذا العرض فحسب بل اعتبرته شرا ودنسا وبلاء تستعيذ بالله منه، وتتفلت من عقابيله، وتطلب النجاة منه. وهي امرأة واحدة في مملكة عريضة قوية، وهذا فضل آخر عظيم، فالمرأة أشد شعورا بوطأة المجتمع وتصوراته، ولكن هذه المرأة وحدها في وسط ضغط المجتمع وضغط القصر وضغط الملك وضغط الحاشية، في وسط هذا كله رفعت رأسها الى السماء وحدها في خضم ذلك الكفر الطاغي!! وهي نموذج عال في التجرد لله من كل هذه المؤثرات، وكل هذه الاواصر، وكل هذه المعوقات، وكل هذه الهواتف، ومن ثم استحقت هذه الاشارة في كتاب الله الخالد، الذي تتردد كلماته في جنبات الكون وهي تتنزل من الملأ الاعلى. عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون، ومريم بنت عمران، وان فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام). وعن انس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (حسبك من نساء العالمين بأربع: مريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بن محمد). @ أختاه.. كم من نساء عابدات قانتات صائمات متهجدات، تعطر التاريخ بذكرهن، وخيرهن أمهات المؤمنين ثم النساء الصحابيات.. ولا تكفي هذه الوريقات لذكرهن.. سائلة المولى ان يجدد اللقاء بذكر نماذج من النساء الصالحات.. اختكم أم عبدالعزيز