أكد الشاعر ناجي حرابة أن قول «الجوائز لا تصنع شاعراً» صحيح، لكنها فرصة تضع الشاعر في دائرة الضوء، وسيف ذو حدين، «فضيحة للمتشاعر، وجائزة للشاعر». الأمير خالد الفيصل يسلم ناجي حرابة جائزة شاعر شباب عكاظ في مهرجان «سوق عكاظ» الرابع 2010 وأوضح، في حوار قصير مع (اليوم)، أنه ربما يكتب الشعر بعيداً عن دائرة الأوزان والبحور والقوافي، التي يجيد الغوص فيها، وأن تسميته ب «الشاعر الرومانسي» يزعجه، معتبراً أن من يناديه بهذا الوصف كمن يرمي غبارا كثيفا على وجهه ..
صدرت لك أربع مجموعات شعرية في أقل من عشرة أعوام.. أنت شاعر غزير الإنتاج . - حين نضم لها القصائد التي لم تطبع وهي توازي ما طبع كماً، حينها قد يصدق عليَّ هذا التوصيف الذي لا يفرحني، لعلمي أن الكيف أرقى وأخلد، بل قد يخيفني لأن «من كثر كلامه كثر خطؤه».. صحيح أني أتعجل في طبع دواويني، ولي رؤيتي في ذلك، أولا : رغم أنها لم تكن ناضجة جداً إلا أنها لم تكن سيئة أيضا، ثانياً : ان في طبع البواكير تحفيزا كبيرا على تجاوز الذات من خلال الاستفادة بما يحظى به الديوان من رؤى نقدية، ربما تكون عونا على صقل التجربة الشعرية.
أرى الجوائز الشعرية مكبراً للصوت الشعري يخترق المكان والزمان، ووسيلة للتواصل مع الآخر لا يزهد فيها إلا شاعر أقعده الخجل، أو لا يثق بحصانه الشعري هل يزعجك إطلاق مسمى الشاعر الرومانسي عليك؟ - نعم .. كمن يرمي في وجهي غبارا كثيفا، ربما لأن الرومانسية بمفهومها الشائع تعني عدم الواقعية والغوص في الخيال فقط، الأمر الآخر أن هذه المسميات فيها تحجيم للتجربة الحية القابلة للتغير، إذ لا يمكننا أن نسمي تجربة شاعر بمسمى ما وهو لم يقل بعد كلمته، ولا أخفيك أن إطلاق المسميات اعتباطاً صار مما يُجتر كثيرا في المجالس الأدبية وغيرها، لذا صار من يمدح كمن يقدح.
شاركت وفزت بالعديد من الجوائز الشعرية كان آخرها وأبرزها فوزك بلقب شاعر شباب عكاظ. هل الجائزة تصنع الشاعر أم العكس هو الصحيح؟ - لو قيل لك وأنت في أمسية شعرية حاشدة : هل تريد مكبراً للصوت أم تحب أن تهمس للصف الأول فقط، فماذا كنت تقول؟.. نعم، أرى الجوائز الشعرية مكبراً للصوت الشعري يخترق المكان والزمان، ووسيلة للتواصل مع الآخر لا يزهد فيها إلا شاعر أقعده الخجل، أو لا يثق بحصانه الشعري، أو يملك نفخة الصور التي أغنته عن هذا المكبر للصوت. وإن تكن الجوائز لا تصنع شاعراً فهذا صحيح ولكنها فرصة تضع الشاعر في دائرة الضوء، وهي بذلك فرصة ذات حدين، فضيحة للمتشاعر، وجائزة للشاعر.
من هم في اعتقادك آباؤك الشعريون؟ - تعلم أن الشاعر الحقيقي من قال «ها أنا ذا»، ولكن من العيب أيضا أن ينكر الشاعر من أوروا داخله جذوة الشعر، وودت لو أقول : إن كل الشعراء العظام آبائي، بيد أن صدقي معك وحبي لآبائي يحدو بي أن أذكرهم لا على سبيل التأثر.. بل على سبيل الاعتراف لأهل الفضل بفضلهم، وهم : المتنبي والسيد مصطفى جمال الدين ومحمود درويش وجاسم الصحيح.
هل ثمة احتمال أن نرى حرابة يكتب الشعر خارج دائرة الأوزان والبحور والقوافي؟ - ربما.