نظم أتيليه جدة للفنون الجميلة مؤخرا المعرض الشخصي الأول للفنان التشكيلي قسورة حافظ تحت عنوان «تحولات الشماغ». وتضمن المعرض، الذي افتتح الاثنين 18 إبريل الجاري، واستمر لعشرة أيام، 18 لوحة تقترب كثيرا من الفن المفاهيمي، وتدور حول الشماغ وتحولاته كموروث حضاري. وقدم حافظ من خلاله رؤية مفاهيمية مستوحاة من هذا الموروث. وعن المعرض، قال الناقد عز الدين نجيب: «البعض يعتقد أن فنون ما بعد الحداثة هي مجرد انقلاب على اللوحة والتمثال بمفهومها الذي شاع في ستينيات القرن الماضي، وأنها خروج على المألوف من الخامات والتقنيات والموضوعات، حيث استعاضت عنها بمنتجات التكنولوجيا الرقمية و (المالت ميديا) بدءا من الصورة الفوتوغرافية حتى أفلام الفيديو ومخرجات ال»فوتوشوب» والكمبيوتر». وأضاف: «من هذا المنظور نستطيع أن نتذوق أعمال الفنان التشكيلي قسورة حافظ ونتفاعل معها، فهو يقدم من خلالها رؤية مفاهيمية مستوحاة من أنماط تراثية نستخدمها ونتعايش معها في الحياة اليومية، ويعيد تشكيلها وصياغتها في شكل جمالي موحد.. غطاء الرأس أو (الشماغ السعودي) بما يحمله من قومية وثقافة تقليدية موروثة». وأوضح أن «كل مربع قماشي يحمل فوقه رسما يتجلي في ذكرى ما، أو مفهوم ما، أو فكرة مغايرة للشيء المرسوم فوق الشماغ، تستنفر بداخل المشاهد نوعا من اليقظة الذهنية والحاسة النقدية لتأويل ما يقصده الفنان من الرسم، وهو يضعه في مكان غير مكانه المعتاد، وبمفهوم مغاير لما جرى عليه العرف»، مشيرا إلى أنه ليس من الضروري أن يتفق الجميع على الفكرة أو المفهوم الرمزي وراء كل مربع أو رسم، بل إنه الاستنتاجات كلما تعددت، كان ذلك أقرب إلى ما يتطلع إليه الفنان.