كما كل البدايات فقد كانت نشأة إدارة الثروة الحيوانية بالوزارة نشأة بسيطة، مثلا ذلك باستقطاب كوادر بشرية سعودية يغلب عليها العمل الإداري وقلة منهم كانت له علاقة بالعمل المهني قد نالوا حظا بسيطا من علم البيطرة وهم المساعدون البيطريون. هؤلاء شكلوا الدعامة الأولى لأقسام الصحة الحيوانية المنتشرة في كل مديرية زراعة بشتى أرجاء المملكة، وقاموا بأدوار الطبيب البيطري الذي كان اذ ذاك لا وجود له او لقلة الموجودين سواء من المتعاقدين او من السعوديين. مرت أعوام إثر أعوام، وها هم الأطباء البيطريون السعوديون يقتحمون مجالات العمل المهني سادين بذلك فراغا كبيرا ومعيدين للعمل الطبي اعتباره ومهنيته، بل ان بعضهم قد حاز شهادة الماجستير في تخصصات ميدانية ومخبرية دقيقة، وان كانوا لا يشكلون نسبة تذكر لكثرة العراقيل الملقاة في طريقهم ولما يجدوا من الوزارة الناصر والمعين على تجاوزها. وهنا وعند تلك الجزئية أجد نفسي مرغما على ذكر موقف مفعم بالحسرة والألم والمرارة، وقفت اذ ذاك صاغرا ولم احر جوابا، عندما أبلغت أستاذي المشرف على رسالة الماجستير وكان من الأخوة السوادنيين، بلغ شأوا في تخصص الفيروسات والأبحاث فيها حتى عد من قبل احد معاهد الأبحاث العالمية البريطانية في السنوات الماضية، رجل العالم الأول في ذلك التخصص لنفاسة أبحاثه (نشرت صحيفة "اليوم" هذا الانجاز والذي يجير ل" جامعة الملك فيصل بالاحساء"مرفقة صورة الدكتور الطيب ابو الزين) أبلغته عندما رأى مني ما أنا به من تكدر خاطر، انني قد تم حسم ما يقارب الألفي ريال من راتبي أكثر من ثلث الراتب وقتها فما ان طرق سمعه ما ذكرت إلا وتغير وجهه ونطق بكل مظاهر الألم والحسرة، وقال لي: أهذا بسببنا يقصد أهذا بسبب الدراسة هنا والبحث فقلت له تقريبا، وبدأت في الشرح موضحا له ان: السبب الرئيس هو أننا نبدأ في التحضير للتجربة فنأخذ وقتا ليس باليسير، فاذا ما حمى وطيسها ودخلنا في المعمعة، أزف وقت الرجوع الى العمل بمديرية الزراعة بالاحساء لأداء مراسم التوقيع!! فانا والحالة تلك بين أمرين أحلاهما مر، فاما الذهاب للتوقيع وضياع مجهود ساعات متواصلة من العمل المضني، واما اكمال التجربة والتخلف عن التوقيع وهذا معناه اعتباري متغيبا، وهل العمل في بعض الدوائر الحكومية إلا التوقيع!! فلما آثرت البقاء وإكمال التجربة، كان ما سمعت نتيجة لهذا الأمر، فلما انتهيت من حديثي، أخذ الدكتور السوداني الفاضل يقارن بين هذا التعقيد والتقييد لدينا وبين ما يحوط الموظف لديهم في السودان ممن يكمل دراسته العليا وبتفرغ جزئي واسمعوا ياوزارة الزراعة من رعاية حانية يقول: ان من يكمل دراسته العليا عندهم من الموظفين عندما يفرغ من مهمته البحثية ويأتي لممارسة عمله بالدوائر التي ينتمي اليها، فان كل الموظفين زملاءه يقومون بأداء عمله بالكامل ولا يحوجونه الى ان يمس شيئا ويستمر هذا الأمر الى ان ينتهي بحثه تماما!! بل انه يعطى بدلا خاصا لشراء المراجع العلمية!! فأي غرابة ان يكثر اساتذتهم المختصون وهذا التصرف الراقي والحضاري شعارهم!! فما قول الوزارة الكرام!!ياوزارتنا الموقرة. اسوق لكم أسئلة لم يسعفني ذهني الكليل بالاجابة عنها فلعل لديكم أجوبة شافية تكون بلسما لجراح أطبائنا النازفة. 1 لماذا لا يفتح باب الدراسة العليا للحصول على الماجستير من كلية الطب البيطري بالاحساء لكل من يرغب من الأطباء البيطريين، خصوصا اذا علمنا ان من يريد ذلك ليس بالعدد الكبير كما ان الحاصلين على معدل يؤهل لذلك قلة، فما المانع والحالة تلك من تيسير أمورهم وتفريغهم ولو كليا حتى يتحصل على النتيجة المرجوة من ايجاد كوادر متخصصة أوليس ذلك من أحلى وأعلى مراتب السعودة؟!! 2 عدد الحاصلين حاليا على درجة الماجستير من الأطباء لا يكاد يذكر فأي ضير في تيسير أمور ابتعاث من أراد من هؤلاء الحصول على درجة الدكتوراه خارج البلاد لنحصل بذلك على كوادر وطنية تملك اتخاذ قرارات صائبة في أي مشكل وطني كما حدث في جيزان!! 3 ومع كثرة الأطباء البيطريين العاملين، أليس غريبا ان يستمر وضع الأقسام الحيوانية على ما هي عليه من استمرار رئاستها من قبل مهندسين زراعيين او مساعدين بيطريين!! ومعلوم ان فاقد الشيء لا يعطيه!! 4 لم أفهم الى الآن كيف يمكن الجمع بين أطباء ومساعدين في حضور دورات متخصصة والخارجية منها بالذات، على حين ان ذلك مدعاة الى التهكم بنا هناك، فهل هذا ما يراد؟! ختاما: كل ما أوردته نقاط تصب في إناء التميز الوظيفي ليرتفع معياره هذا ما في جعبتي فما تملكون ياوزارة!! د. ابراهيم عبدالرحمن الملحم الاحساء