لا يُعلم من أين اشتق اسم المقدام، لعله من القدوم، حيث تقع القرية في البوابة الشمالية للأحساء، للقادمين من ميناء العقير، فهي القرية الأخيرة في ذلك الاتجاه، وكانت في يوم من الأيام ترتبط بعلاقات وثيقة بميناء دارين في القطيف، حتى انهم كانوا يسمونها "المجاميل"، حيث تنطلق منها وإليها جمال التجار محملة بالبضائع المصدرة من الأحساء أو المستوردة إليها. ورغم أنه لا يعرف أول من استوطنها، إلا أن المنطقة اشتهرت بفخوذ من قبيلة بني خالد. وكانت القرية معرضة لهجمات الرمال الزاحفة، لذا قامت الحكومة بزراعة محيط القرية بالنخيل وأشجار الأثل، لوقف زحف الرمال. غير ان المقدام واحة خضراء، كانت بساتينها تروى من خلال عدة عيون. وإلى جانب المقدام توجد عدة مواقع أثرية وتاريخية، منها مسجد جواثا وجبل الشبعان والمنتزه الوطني وجبل كنزان. وتضم البلدة عدة مرافق حكومية، مثل مدارس للبنين والبنات في كافة المراحل الدراسية، ومعهد للتربية الفكرية للمرحلتين الابتدائية والمتوسطة للبنين، ومكتب لوزارة المواصلات. وشوارع المقدام معبدة ومنارة، وتحتوي البلدة على شبكة صرف صحي حديثة، ويجري الآن إنشاء خزان مياه كبير، وهناك مشروع لمد شبكة مياه الشرب إلى المنازل، إلا ان العمل فيها ما زال جارياً، ولم تصل المياه بعد، ومؤخراً حدثت أزمة نقص حاد في المياه، ورغم ذلك فما زال هناك عدد من الخدمات الناقصة.. وهذا ما حاولت "اليوم" معرفته من خلال هذه الجولة: الأراضي يحصل عليها الآخرون يتمنى عبدالمحسن الحاضر والمهندس سلمان إبراهيم الصويلح إصلاح حديقتي المقدام الغربية والجنوبية، وكذلك صيانة السوق الشعبي، حيث ان مبناه قديم، بينما هو يقع في مكان استراتيجي ومهم من البلدة. ويذكر عوض الخالدي ان توزيع الأرضي في المقدام حرم أهاليها من الحصول على أراض في البلدة، فقد ذهب أكثرها لأشخاص من خارجها، مما جعل أسعار الأراضي فيها مرتفعة وباهضة الثمن.. ويتمنى الخالدي ان يتم توزيع الأراضي المحيطة بالبلدة والتابعة لبلدية العمران على أهالي المقدام، خصوصاً ذوي الدخل المحدود، حتى يستفيدوا منها. صيانة الجامع يوجد في المقدام جامع كبير، تقام فيه صلاة الجمعة والجماعة، وهو بحاجة ماسة للصيانة، خصوصاً توفير التكييف المركزي، وإعادة تأثيثه، كما يحتاج إلى مكتبة عامة، وخلوته الثانية مكشوفة.. وقد أكد هذه المطالب امام الجامع، الذي قال ان تلك المطالب رفعت إلى وزارة الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد، ونتمنى ان يتم توفيرها. حال مركز الرعاية الصحية الأولية لا يختلف عن حال الجامع من حيث نقص الخدمات.. يقول غازي خميس الدوخي: مضى على تأسيس المركز أكثر من 15 عاماً، وتنقصه الكثير من الخدمات، أبرزها الإسعافات الأولية، وقسم يوفر الرعاية الصحية لمرضى السكر، بالإضافة إلى قسم للنساء والولادة وآخر للأسنان، وأيضاً عيادة للأمراض الصدرية، بسبب كثرة المصابين بمرض الربو في البلدة، بسبب الروائح الكريهة المنبعثة من المحرقة التي تقع شمال المقدام، بالإضافة إلى ما تصدره مزارع الدواجن القريبة من البلدة من روائح كريهة. سور المقبرة والمغتسل ومن الخدمات الناقصة التي يتناولها شريدة الصويلح مغتسل الأموات والمقبرة، التي تحتاج إلى الترميم، فسور المقبرة تعرض للهدم، وقد رفع الأهالي عنه كثيراً إلى بلدية العمران التي أحالت الأمر إلى جمعية الحليلة الخيرية، فضاع الأمر بين البلدية والجمعية. ويتطلع أهالي المقدام إلى توفير خدمات نقل الطلاب إلى المدارس، التي يقع بعضها في قرية الكلابية المجاورة، والتي تبعد عن بعض المنازل 3 كيلو مترات، كما يأملون افتتاح مدارس في المقدام ذات مبان حكومية. ويأمل حمد أبو شيمة في افتتاح نادي تابع للرئاسة العامة لرعاية الشباب أو وزارة العمل والشئون الاجتماعية، والذي سيساهم في تنمية الحركة الثقافية والرياضية والاجتماعية. كما يتمنى افتتاح جمعية أو فرع لجمعية خيرية في البلدة، توفر الرعاية والمساعدات المالية والعينية للفقراء والمحتاجين في البلدة. ويشير عبدالرحمن المولد، مدير إحدى المدارس المتوسطة في البلدة، إلى محولات الكهرباء المنتشرة داخل القرية، والتي لا يتوافر لها سياج يحمي الأهالي من خطرها، خصوصاً الأطفال. الذين قد يعبثون بها.